وروى الشيخ المفيد (عطر الله مرقده) في المقنعة (١) عن محمد بن سنان عن زيد الشحام قال : «قلت لأبي عبد الله عليهالسلام هل صام أحد من آبائك شعبان؟ فقال نعم كان آبائي يصومونه وأنا أصومه وآمر شيعتي بصومه ، فمن صام منكم شعبان حتى يصله بشهر رمضان كان حقا على الله ان يعطيه جنتين ويناديه ملك من بطنان العرش عند إفطاره كل ليلة يا فلان طبت وطابت لك الجنة وكفى بك انك سررت رسول الله صلىاللهعليهوآله بعد موته».
قال الكليني (٢) : وجاء في صوم شعبان انه سئل عليهالسلام عنه فقال : ما صامه رسول الله صلىاللهعليهوآله ولا أحد من آبائي. وحمله (قدسسره) على نفى الفرض والوجوب وانهم ما صاموا على ذلك الوجه بل على الاستحباب ، قال : وذلك ان قوما قالوا ان صومه فرض مثل صيام شهر رمضان وان من أفطر يوما من شعبان وجبت عليه الكفارة.
وقال الشيخ (قدسسره) (٣) بعد ان أورد جملة من الأخبار المتضمنة للترغيب في صوم شعبان ما صورته : فأما الأخبار التي وردت في النهي عن صوم شعبان وانه ما صامه أحد من الأئمة (عليهمالسلام) فالمراد بها انه لم يصمه أحد من الأئمة (عليهمالسلام) على ان صومه يجرى مجرى شهر رمضان في الفرض والوجوب لان قوما قالوا ان صومه فريضة وكان أبو الخطاب (لعنه الله) وأصحابه يذهبون اليه ويقولون ان من أفطر يوما منه لزمه من الكفارة ما يلزم من أفطر يوما من شهر رمضان فورد عنهم (عليهمالسلام) الإنكار لذلك وانه لم يصمه أحد منهم على هذا الوجه. انتهى.
وروى في الكافي مسندا عن أبى الصباح الكناني ومن لا يحضره الفقيه مرسلا عن
__________________
(١) الوسائل الباب ٢٩ من الصوم المندوب.
(٢) الوسائل الباب ٢٨ من الصوم المندوب.
(٣) التهذيب ج ٤ ص ٣٠٩.