وهو غير مقيس ، فلا جرم أنّ بعضهم قال في : «بسمل ، وهيلل» : إنّهما لغة مولّدة.
قال الماوردي (١) رحمهالله تعالى : يقال لمن قال : «بسم الله» : «مبسمل» وهي لغة مولّدة ؛ وقد جاءت في الشعر ؛ قال عمر بن أبي ربيعة (٢) : [الطويل]
٧ ـ لقد بسملت ليلى غداة لقيتها |
|
فيا حبّذا ذاك الحبيب المبسمل (٣) |
وغيره من أهل اللّغة نقلها ، ولم يقل إنّها مولّدة ك «ثعلب» (٤) و «المطرّزيّ» (٥).
__________________
ـ ١ / ٧٦ ، وشرح شواهد الإيضاح : ص ٤١٤ ، وشرح شواهد المغني : ٢ / ٦٧٥ ، ومغني اللبيب : ١ / ٢٧٧ ، وشرح المفصل : ٥ / ٩٧ ، ١٠ / ١٠٧ ، والأشباه والنظائر : ٢ / ١٥ ، والمحتسب : ١ / ٦٩ ، وجمل الزجاجي : (٢٥٧) ، وشرح أشعار الهذليين : ١ / ٩٦ ، والدر المصون : ١ / ٥٠.
(١) علي بن محمد بن حبيب ، القاضي أبو الحسن الماوردي ، البصري ، أحد أئمة أصحاب الوجوه ، تفقه على أبي القاسم الصيمري ، وسمع من أبي حامد الإسفراييني ، قال الخطيب : كان ثقة ، من وجوه الفقهاء الشافعيين. وقال الشيرازي : وله مصنفات كثيرة في الفقه والتفسير وأصول الفقه والأدب ، وكان حافظا للمذهب. ومن تصانيفه : «الحاوي» ؛ قال الإسنوي : ولم يصنف مثله ، «والأحكام السلطانية» والتفسير المعروف ب «النكت والعيون» وغيرها. مات سنة ٤٥٠ ه.
انظر : ط. ابن قاضي شهبة : ١ / ٢٣٠ ، وتاريخ بغداد : ٢ / ١٠٢ ، وط. السبكي : ٣ / ٣٠٣.
(٢) عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي القرشي ، أبو الخطاب : أرقى شعراء عصره ، من طبقة جرير والفرزدق ، ولم يكن في قريش أشعر منه ، ولد سنة ٢٣ ه في الليلة التي توفي بها عمر بن الخطاب فسمي باسمه ، وغزا في البحر فاحترقت السفينة به وبمن معه ، فمات فيها غرقا سنة ٩٣ ه ، له ديوان شعر.
ينظر الأعلام : ٥ / ٥٢ ، ووفيات الأعيان : ١ / ٣٥٣ ، وشرح شواهد المغني : ١١.
(٣) ينظر : ديوانه ٤٩٨ ، وأمالي القالي : ٢ / ٣٠٠ ، والهمع : ٢ / ٨٩ ، والدرر اللوامع : ٢ / ١١٦ ، ولسان العرب : (بسمل) ، والنكت والعيون : ١ / ٥٠ ، وسمط اللآلي : ٩٠٩.
(٤) أبو العباس أحمد بن يحيى بن زيد بن سيار ، الشيباني ولاء ، المعروف ب «ثعلب» ، ولد سنة ٢٠٠ ه ب «بغداد». كان إماما للكوفيين في النحو واللغة ، راوية للشعر ، محدثا مشهورا ، توفي ب «بغداد» سنة ٢٩١ ه.
ينظر نزهة الألبا : ٢٩٣ ، وابن خلكان : ١ / ٣٠ ، وتذكرة الحفاظ : ٢ / ٢١٤ ، وطبقات ابن أبي يعلى : ١ / ٨٣ ، وإنباه الرواة : ١ / ١٣٨.
(٥) أبو عمر محمد بن عبد الواحد بن أبي هاشم البغدادي ، الزاهد المعروف : ب «غلام ثعلب» ، ولد سنة إحدى وستين ومائتين ، وسمع من : موسى بن سهل الوشاء ، وأحمد بن عبيد الله النرسي ، ولازم ثعلبا في العربية فأكثر إلى الغاية ، وهو في عداد الشيوخ في الحديث لا الحفاظ ، وحدّث عنه : أبو الحسن بن رزقويه ، وابن منده ، وأبو عبد الله الحاكم ، والقاضي أبو القاسم بن المنذر.
قال ابن خلكان : استدرك على «الفصيح» لثعلب كراسا ، سماه : «فائت الفصيح» ، وله : كتاب «الياقوتة» ، وكتاب «الموضح» ، وكتاب «الساعات» ، وكتاب «يوم وليلة» ، وكتاب «المستحسن» ، وكتاب «الشورى».
قال الخطيب : سمعت عبد الواحد برهان يقول : لم يتكلم في علم اللغة أحد من الأولين والآخرين أحسن كلاما من كلام أبي عمر الزاهد ، وله كتاب «غريب الحديث» ألفه على مسند أحمد بن حنبل. مات أبو عمر في ذي القعدة سنة خمس وأربعين وثلاثمائة. ينظر : سير أعلام النبلاء : ١٥ / ٥٠٨ ، وتاريخ بغداد ٢ / ٣٥٦ ـ ٣٥٩ ، والمنتظم : ٦ / ٣٨٠ ـ ٣٨٢ ، ومعجم الأدباء : ١٨ / ٢٢٦ ـ ٢٣٤ ، وتذكرة الحفاظ : ٣ / ٨٧٣ ـ ٨٧٦ ، والوافي بالوفيات : ٤ / ٧٢ ـ ٧٣ ، وبغية الوعاة : ٦٩ ـ ٧٠.