والصواب الأوّل وهو أعرف المعارف [حكي أنّ سيبويه رؤي في المنام فقيل : ما فعل الله بك؟ فقال : خيرا كثيرا ؛ لجعل اسمه أعرف المعارف](١).
ثمّ القائلون باشتقاقه اختلفوا اختلافا كثيرا :
فمنهم من قال : إنه مشتقّ من «لاه ـ يليه» ، أي : ارتفع ، ومنه قيل للشمس : إلاهة ـ بكسر الهمزة وفتحها ـ لارتفاعها.
وقيل : لاتخاذهم إيّاها معبودا ، وعلى هذا قيل : «لهي أبوك» يريدون لله أبوك فقلب العين إلى موضع اللام ، وخفّفه بحذف الألف واللام ، وحذف حرف الجر.
وأبعد بعضهم ، فجعل من ذلك قول الشّاعر في ذلك : [الطويل]
٢٤ ـ ألا يا سنا برق على قلل الحمى |
|
لهنّك من برق عليّ كريم (٢) |
فإنّ الأصل : «لله إنك كريم عليّ» فحذف حرف الجرّ ، وحرف التعريف ، والألف التي قبل الهاء من الجلالة ، وسكّن الهاء ؛ إجراء للوصل مجرى الوقف ، فصار اللفظ : «له» ثم ألقى حركة همزة «إن» على الهاء فبقي «لهنّك» كما ترى ، وهذه سماجة من قائله [وفي البيت قولان أيسر من هذا](٣).
ومنهم من قال : هو مشتقّ من «لاه ـ يلوه ـ لياها» [أي احتجب فالألف على هذين القولين أصيلة فحينئذ أصل الكلم لاه](٢) «اللاه» ثم أدغمت لام التعريف في اللام بعدها ؛ لاجتماع شروط الإدغام ، وفخّمت لامه ، ووزنه على القولين المتقدمين إمّا : «فعل» أو «فعل» بفتح العين وكسرها ، وعلى كل تقدير : فتحرك حرف العلّة ، وانفتح ما قبله فقلب ألفا ، وكان الأصل : ليها أو ليها أو لوها أو لوها.
ومنهم من جعله مشتقا من «أله» و «أله» لفظ مشترك بين معان ، وهي : العبادة والسكون ، والتحيّر ، والفزع ؛ قال الشاعر : [الطويل]
__________________
(١) سقط من أ.
(٢) البيت لمحمد بن سلمة. ينظر في لسان العرب (لهن) ، (قذى) ، ولرجل من بني نمير في خزانة الأدب : ١٠ / ٣٣٨ ، ٣٣٩ ، ٣٥١ ، والأشباه والنظائر : ٢ / ١٤٤ ، والزجاجي : ص ٢٥٠ ، والجنى الداني : ص ١٢٩ ، وجواهر الأدب : ص ٨٣ ، ٣٣٣ ، والخصائص : ١ / ٣١٥ ، ٢ / ١٩٥ ، والدرر : ٢ / ١٩١ ، وديوان المعاني : ٢ / ١٩٢ ، ورصف المباني : ص ٤٤ ، ٢١ / ٢٣٣٤ ، وسر صناعة الإعراب : ١ / ٣٧١ ، ٢ / ٢٥٥٢ ، وشرح شواهد المغني : ٢ / ٦٠٢ ، وشرح المفصل : ٨ / ٦٣ ، ٩ / ٤٢٥ ، ١٠ / ٤٢ ، ومجالس ثعلب : ١ / ١١٣ ، ٢ / ٤١٣ ، ومغني اللبيب : ١ / ٢٣١ ، والمقرب : ١ / ١٠٧ ، والممتع في التصريف : ١ / ٣٩٨ ، وهمع الهوامع : ١ / ١٤١ ، وأمالي القالي : ١ / ٢٦٦.
(٣) سقط في ب.