وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أنّه ـ عليه الصّلاة والسّلام ـ قال : «يا أبا هريرة إذا توضّأت فقل : بسم الله والحمد لله ، فإن حفظتك لا تستريح تكتب لك الحسنات حتى تفرغ ، وإذا غشيت أهلك ، فقل : بسم الله ، فإنّ حفظتك يكتبون لك الحسنات حتّى تغتسل من الجنابة ، فإن حصل من تلك الواقعة ولد ، كتب لك من الحسنات نفس ذلك الولد ، وبعدد أنفاس أعقابه إن كان له عقب حتّى لا يبقى منهم أحد ، يا أبا هريرة إذا ركبت دابة ، فقل : بسم الله ، والحمد لله يكتب لك من الحسنات بعدد كلّ خطوة ، فإذا ركبت السّفينة فقل بسم الله والحمد لله يكتب لك من الحسنات حتّى تخرج منها» (١).
وعن أنس (٢) ـ رضي الله تعالى عنه ـ أن النبي صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم وشرف وكرم وبجل ومجد وعظم وفخم قال : «ستر ما بين أعين الجنّ وعورات بني آدم ، إذا نزعوا ثيابهم أن يقولوا : بسم الله الرّحمن الرّحيم» (٣).
كتب قيصر إلى عمر ـ رضي الله تعالى عنه ـ أنّ بي صداعا لا يسكن ، فابعث لي دواء ، فبعث إليه عمر قلنسوة ، فكان إذا وضعها على رأسه سكن صداعه ، وإذا رفعها عن رأسه عاد الصّداع ، فتعجب منه ففتّش على القلنسوة ، فإذا فيها مكتوب (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) [قال عليه السلاة والسلام : «من توضأ ولم يذكر اسم الله تعالى كان طهورا لتلك الأعضاء ، ومن توضأ وذكر اسم الله تعالى كان طهورا لجميع بدنه» (٤)](٥).
__________________
(١) الحديث أورده ابن عراق في «تنزيه الشريعة» (٢ / ٣٤٠) وعزاه لأبي الحسين بن المهتدي بالله في «فوائده» وقال : وفيه حماد بن عمرو ومجاهيل والحديث ذكره المتقي الهندي في «كنز العمال» (٩ / ٤٥٣) رقم (٢٦٩٣١) وعزاه للطبراني في «الأوسط».
(٢) أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام الأنصاري البخاري خدم النبي صلىاللهعليهوسلم عشر سنين وذكر ابن سعد أنه شهد بدرا ، له ألف ومائتا حديث وستة وثمانون حديثا ، روى عن طائفة من الصحابة وعنه بنوه موسى والنضر وأبو بكر والحسن البصري وثابت البناني وسليمان التيمي وخلق لا يحصون ، مات سنة تسعين أو بعدها وقد جاوز المائة ، وهو آخر من مات بالبصرة من الصحابة رضي الله عنهم.
ينظر ترجمته في تهذيب الكمال : ١ / ١٢٢ ، تهذيب التهذيب : ١ / ٣٧٦ ، تقريب التهذيب : ١ / ٨٤ ، خلاصة تهذيب الكمال : ١ / ١٠٥ ، أسماء الصحابة الرواة ٣ ، تاريخ البخاري الكبير ٢ / ٢٧ ، تاريخ البخاري الصغير : ٢٤٥ ، الجرح التعديل : ٢ / ١٠٣٦ ، الثقات ٣ / ٤ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٣١ ، أسد الغابة ١ / ١٥٧ ، الإصابة ١ / ١٢٦ ، ٨٤ ، شذرات الذهب : ١ / ١٠٠ معجم طبقات الحفاظ : ٦٦ ، الوافي بالوفيات : ٩ / ٤١١ ، الاستيعاب : ١ / ١٠٩.
(٣) أخرجه الترمذي في السنن (٢ / ٥٠٣ ـ ٥٠٤) كتاب الصلاة (٢) باب ما ذكر من التسمية عند دخول الخلاء (٢٦) حديث رقم (٦٠٦) وابن ماجة في السنن (١٠٩) كتاب الطهارة (١) باب ما يقول الرجل إذا دخل الخلاء (٩) حديث رقم (٢٩٧) واللفظ للترمذي وقال الترمذي : حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وإسناده ليس بذاك القوي.
(٤) أخرجه الدارقطني ١ / ٧٥ باب «التسمية على الوضوء» رقم (١٣) عن ابن عمر مرفوعا.
(٥) سقط في ب.