سورة البقرة مدنية
مائتان وستة وثمانون آية
نزلت في مدد شتى.
وقيل : هي أول سورة نزلت ب «المدينة» إلا قوله تعالى : (وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ) [البقرة : ٢٨١] فإنها آخر آية نزلت ، ونزلت يوم النحر في حجة الوداع ب «منى» ، وآيات الربا أيضا من أواخر ما نزل من القرآن.
قال خالد بن معدان (١) : ويقال لها : فسطاط القرآن.
وتعلمها عمر ـ رضي الله عنه ـ بفقهها ، وما تحتوي عليه في اثنتي عشرة سنة ، وابنه عبد الله في ثماني سنين.
قال ابن العربي رضي الله عنه : «سمعت بعض أشياخي يقول : فيها ألف أمر ، وألف نهي ، وألف حكم ، وألف خبر».
وهي مائتان وستة وثمانون آية ، وستة آلاف ومائة وإحدى وعشرون كلمة ، وخمسة وعشرون ألفا وخمسمائة حرف. عن سهل بن سعد (٢) ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن لكل شيء سناما وإن سنام القرآن سورة البقرة ، من قرأها في بيته نهارا لم يدخله شيطان ثلاثة أيام ، ومن قرأها في بيته ليلا لم يدخله شيطان ثلاث ليال» (٣).
__________________
(١) خالد بن معدان الكلاعي أبو عبد الله الحمصي ، عن جماعة من الصحابة مرسلا وعن معاوية والمقدام بن معديكرب وأبي أمامة. وعنه : ثور بن يزيد ومحمد بن إبراهيم التيمي وخلق. كان من فقهاء التابعين وأعيانهم. روي عنه أنه قال : أدركت سبعين من الصحابة. توفي سنة ثلاث أو أربع أو ثمان ومائة ينظر خلاصة تهذيب الكمال : ١ / ٢٨٤.
(٢) سهل بن سعد بن مالك بن خالد بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة الأنصاري ، أبو العباس المدني له مائة حديث وثمانون حديثا. وعنه : الزهري وأبو حاتم وأبو سهل الأصبحي. قال أبو نعيم : مات سنة إحدى وتسعين عن مائة سنة. ينظر خلاصة الخزرجي : ١ / ٤٢٦.
(٣) أخرجه الترمذي في السنن (٥ / ١٤٥) كتاب فضائل القرآن باب فضل سورة البقرة حديث (٢٨٧٨) وأخرجه ابن حبان في الموارد حديث رقم (١٧٢٧) ـ والحاكم في المستدرك (١ / ٥٦٠) ، (٢ / ٢٥٩) ـ وعبد الرزاق في مصنفه حديث رقم (٦٠١٩) ـ والطبراني في الكبير (٦ / ٢٠١) ـ والحميدي في المسند (٩٩٤) وذكره المنذري في الترغيب (٢ / ٣٧٠) ـ والهيثمي في الزوائد (٦ / ٣١٤) والهندي في كنز العمال حديث رقم (٢٥٤٩).