وفي الحديث عن عمّار بن ياسر (١) في حقّ عائشة (٢) رضي الله تعالى عنهما : «إنّي لاعلم أنّها زوجته في الدّنيا والآخرة» ذكره البخاريّ (٣) رضي الله عنه ، واختاره الكسائيّ.
والزّوج أيضا : الصّنف (٤) ، والتثنية : زوجان.
والطّهارة : النظافة ، والفعل منها طهر بالفتح ، ويقلّ الضّم ، واسم الفاعل منها «طاهر» فهو مقيس على الأوّل ، شاذّ على الثّاني ، ك «خاثر» و «حامض» من خثر اللبن وحمض بضمّ (٥) العين. فإن قيل : هلّا قيل : طاهرة ، الجواب : في المطهّرة إشعار بأنّ مطهّرا طهّرهنّ ، وليس ذلك إلّا الله تعالى ، وذلك يفيد فخامة أمر أهل الثواب ، كأنّه قيل : إنّ الله ـ تعالى ـ هو الّذي زيّنهنّ.
قال مجاهد : «لا يبلن ولا يتغوّطن ولا يلدن ولا يحضن ، ولا يمنين ولا يبغضن».
وقال بعضهم : «مطهّرة في اللغة أجمع من طاهرة وأبلغ».
__________________
(١) عمار بن ياسر بن عامر بن الحصين بن قيس بن ثعلبة بن عوف بن يام بن عنس العنسي أبو اليقظان مولى بني مخزوم ، صحابي جليل شهد بدرا والمشاهد ، وكان أحد السابقين الأولين. له اثنان وستون حديثا ، اتفقا على حديثين ، وانفرد البخاري بثلاث ومسلم بحديث. وعنه ابنه محمد وابن عباس وأبو وائل ، قال علي : استأذن عمار فقال النبي صلىاللهعليهوسلم مرحبا بالطيب المطيب. قتل بصفين مع علي رضي الله عنه.
ينظر الخلاصة : ٢ / ٢٦١ ، طبقات ابن سعد : ٣ / ١ / ١٧٦ ، تاريخ بغداد : ١ / ١٥٠ ، دول الإسلام : ١ / ٢٨ ، سير أعلام النبلاء : ١ / ٤٠٦.
(٢) عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما التيمية أم المؤمنين ، حبيبة النبي صلىاللهعليهوسلم ، لها ألفان ومائتان وعشرة أحاديث وعنها مسروق والأسود وابن المسيب وعروة والقاسم وخلق. قال عليهالسلام «فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام» وقال عروة : ما رأيت أعلم بالشعر من عائشة ، وقال القاسم : كانت تصوم الدهر ، وقال هشام بن عروة : توفيت سنة سبع وخمسين ودفنت بالبقيع. ينظر ترجمتها في تهذيب التهذيب : (١٢ / ٤٣٣ رقم ٢٨٤١) ، التقريب : ٢ / ٦٠٦ ، أسماء الصحابة الرواة : ت / ٤. الثقات : ٣ / ٣٢٣. أسد الغابة : ٧ / ١٨٨ ، أعلام النساء : ٣ / ٩ ، تنوير قلوب المسلمين : ٩٤ ، ١١٦ ، السمط الثمين : ٣٣ ، الدر المنثور : ٢٨ ، الاستيعاب : ٤ / ١٨٨١. الاصابة : ٤ / ٣٤٨ ، ٨ / ١٦. تجريد أسماء الصحابة : ٢ / ٢٨٦.
(٣) محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري ، أبو عبد الله : حبر الإسلام والحافظ لحديث رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، صاحب «الجامع الصحيح» و «التاريخ» و «الضعفاء» و «خلق أفعال العباد» و «الأدب المفرد» ، ولد في بخارى ١٩٤ ه ، ونشأ يتيما ، وقام برحلة طويلة (سنة ٢١٠) في طلب الحديث ، فزار خراسان والعراق ومصر والشام ، وسمع من نحو ألف شيخ ، وجمع نحو ست مئة ألف حديث ، اختار منها في صحيحه ما وثق بروايته. توفي سنة ٢٥٦ ه
ينظر الأعلام : ٦ / ٣٤ ، تذكرة الحفاظ : ٢ / ١٢٢ ، تهذيب التهذيب : ٩ / ٤٧ ، دائرة المعارف الإسلامية : ٣ / ٤١٩ ، طبقات الحنابلة : ١ / ٢٧١.
(٤) في أ : الصفة.
(٥) في أ : بفتح.