قال الشيخ «شهاب الدين» : وهذا أكثر شذوذا ، وأضعف من ذاك مع ما في ذاك من الضّعف المتقدم ؛ لأن ـ هناك ـ فاصلا ، وإن كان ساكنا.
وقال «أبو البقاء» : وهي قراءة ضعيفة جدّا ، وأحسن ما تحمل عليه أن يكون الرّاوي لم يضبط عن [القارىء](١) وذلك أن [القارىء](١) أشار إلى الضّم تنبيها على أنّ الهمزة المحذوفة مضمومة في الابتداء ، فلم يدرك الراوي هذه الإشارة ، وقيل : إنه نوى الوقف على «التّاء» ساكنة ، ثم حركها بالضم إتباعا لحركة الجيم ، وهذا من إجراء الوصل مجرى الوقف.
ومثله ما روي عن امرأة رأت رجلا مع نساء ، فقالت : «أفي السّوتنتنّه» ـ نوت الوقف على «سوءة» ، فسكنت التاء ، ثم ألقت عليها حركة همزة «أنتن» فعلى هذا تكون هذه حركة السّاكنين ، وحينئذ تكون كقوله : «قالت : أخرج» وبابه ، وإنما أكثر الناس توجيه هذه القراءة لجلالة قارئها أبي جعفر يزيد بن القعقاع شيخ نافع شيخ أهل «المدينة» وترجمتهما مشهورة.
و «اسجدوا» في محل نصب بالقول ، و «اللام» في «لآدم» الظّاهر أنها متعلّقة ب «اسجدوا» ، ومعناها التعليل ، أي : لأجله.
وقيل : بمعنى «إلى» أي : إلى [جهته له](٢) جعل قبلة لهم ، والسجود لله.
وقيل : بمعنى مع ، لأنه كان إمامهم كذا نقل.
وقيل : اللّام للبيان فتتعلّق بمحذوف ، ولا حاجة إلى ذلك.
و «فسجدوا» الفاء للتعقيب ، والتقدير : فسجدوا له ، فحذف الجار للعلم به ، والسّجود لغة : التذلّل والخضوع ، وغايته وضع الجبهة على الأرض ، وقال «ابن السكيت» : «هو الميل» ، قال «زيد الخيل» : [الطويل]
٣٧٨ ـ بجمع تضلّ البلق في حجراته |
|
ترى الأكم فيها سجّدا للحوافر (٣) |
يريد : أن الحوافر تطأ الأرض ، فجعل بأثر الأكم للحوافر سجودا ؛ وقال آخر : [المتقارب]
٣٧٩ ـ ........... |
|
سجود النّصارى لأحبارها (٤) |
__________________
(١) سقط في ب.
(١) سقط في ب.
(٢) سقط في أ.
(٣) ينظر الصحاح : (٢ / ٤٨٣) ، البحر : (١ / ٣٠٠) ، المحرر الوجيز : (١ / ٢٣١) ، الاضداد : (٢٥٧) ، القرطبي : (١ / ٢٠٠) ، اللسان «سجر» ، الدر المصون : (١ / ١٨٧).
(٤) عجز بيت لحميد بن ثور وصدره يأتي في الشاهد التالي وهو في ديوانه : ٩٦ ، الصحاح : (٢ / ٤٨٤) ، إصلاح المنطق : (٢٤٧) ، اللسان «سجد» ، القرطبي (١ / ٢٠٠) ، الدر المصون : (١ / ١٨٧).