وقيل لحواء : كما أدميت الشجرة ، فذلك يصيبك الدّم كلّ شهر ، وتحملين وتضعين كرها ، وتشرفين [به](١) على الموت ، وزاد (٢) الطبري والنّقّاش (٣) ، وتكونين سفيهة وقد كنت حليمة [ولعنت](٤) الحية وردّت قوائمها في جوفها ، وجعلت العداوة بينها وبين بني آدم ، ولذلك أمرنا بقتلها (٥).
قوله : (اهْبِطُوا) جملة أمرية في محلّ نصب بالقول قبلها ، وحذفت الألف من «اهبطوا» في اللفظ ؛ لأنها ألف وصل ، وحذفت الألف من «قلنا» في اللفظ ؛ لسكونها وسكون الهاء بعدها.
وقرىء (٦) : «اهبطوا» بضم الباء ، وهو كثير في غير المتعدّي.
وأما الماضي ف «هبط» بالفتح فقط ، وجاء في مضارعه اللّغتان ، والمصدر «الهبوط» بالضم ، وهو النزول.
وقيل : الانتقال مطلقا.
وقال المفضل (٧) : الهبوط : الخروج من البلد ، وهو ـ أيضا ـ الدخول.
وفيه نظر : لأن «إبليس» حين أبى عن السّجود أخرج من الجنة لقوله تعالى : (فَاهْبِطْ مِنْها فَما يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيها) [الأعراف : ١٣] وقوله : (فَاخْرُجْ مِنْها فَإِنَّكَ رَجِيمٌ) [الحجر : ٣٤] وزلة آدم وحوّاء إنما وقعت بعد ذلك بمدّة طويلة ، فكيف يكون متناولا له فيها وهو من الأضداد؟
والضمير في «اهبطوا» الظاهر أنه لجماعة ، فقيل : لآدم وحواء والحيّة وإبليس (٨).
__________________
(١) سقط في ب.
(٢) أخرجه أحمد بن منيع وابن أبي الدنيا في كتاب «البكاء» وابن المنذر وأبو الشيخ في «العظمة» عن ابن عباس كما ذكره السيوطي في «الدر المنثور» (١ / ١٠٩)».
(٣) محمد بن الحسن بن محمد بن زياد بن هارون ، أبو بكر النقاش عالم القرآن وتفسيره صاحب شفاء الصدور توفي سنة ٣٥١ ه ينظر وفيات الأعيان : (١ / ٤٨٩) ، إرشاد الأريب : (٦ / ٤٩٦) ، غاية النهاية : (٢ / ١١٩) ، الأعلام : (٦ / ٨١).
(٤) سقط في ب.
(٥) أخرجه الطبري في «تفسيره» (١ / ٥٢٩) وفي تاريخه (١ / ٥٥).
(٦) قرأ بها أبو حيوة فيما رواه عنه محمد بن مصفى.
انظر المحرر الوجيز : ١ / ١٢٩ ، والبحر المحيط : ١ / ٣١٤ ، والدر المصون : ١ / ١٩٣ ، والقرطبي : ١ / ٢١٨.
(٧) المفضل بن محمد الضبي النحوي المقري الأديب توفي سنة ١٦٨ ، ينظر غاية النهاية : (٢ / ٣١٧).
(٨) أخرجه الطبري في تفسيره (١ / ٥٣٥) عن أبي صالح.
وأخرجه أيضا عن ابن عباس (١ / ٥٣٦) وكذا في «تاريخه» (١ / ٥٦) وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (١ / ١١٠) وزاد نسبته لعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.