قائمة الکتاب
سورة المرسلات
سورة النبأ
سورة النازعات
فصل في معنى الآية : (كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها)
سورة عبس
سورة التكوير
سورة الانفطار
سورة المطففين
فصل في حجب الكفار عن رؤية ربهم
٢١٦سورة الانشقاق
سورة البروج
سورة الطارق
سورة الأعلى
سورة الغاشية
سورة الفجر
سورة البلد
سورة الشمس
سورة الليل
سورة الضحى
سورة «ألم نشرح»
سورة التين
سورة العلق
سورة القدر
سورة البينة
سورة الزلزلة
فصل في الكلام على هذه الآية : (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل
سورة العاديات
سورة القارعة
سورة التكاثر
سورة العصر
سورة الهمزة
سورة الفيل
سورة قريش
سورة «الدين» وتسمى «الماعون»
سورة الكوثر
سورة الكافرون
سورة النصر
سورة تبت
فصل في نزول السورة
٥٠سورة الإخلاص
سورة الفلق
سورة الناس
البحث
البحث في اللّباب في علوم الكتاب
إعدادات
اللّباب في علوم الكتاب [ ج ٢٠ ]
![اللّباب في علوم الكتاب [ ج ٢٠ ] اللّباب في علوم الكتاب](https://stage-book.rafed.net/_next/image?url=https%3A%2F%2Flib.rafed.net%2FBooks%2F3126_allubab-fi-ulum-alkitab-20%2Fimages%2Fcover.jpg&w=640&q=75)
اللّباب في علوم الكتاب [ ج ٢٠ ]
المؤلف :أبي حفص عمر بن علي بن عادل الدمشقي الحنبلي
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :دار الكتب العلميّة
الصفحات :599
تحمیل
وقال أيضا : (وَما أَظُنُّ السَّاعَةَ قائِمَةً) [الكهف : ٣٦] ، (وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنى) [فصلت : ٥٠] ، فلمّا تكرّر ذكره في القرآن ، ترك الله ذكره ـ هاهنا ـ وقال تعالى : (كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ) أي : ليس الأمر كما يقولون من أن لهم في الآخرة الحسنى ، بل هم عن ربهم يومئذ لمحجوبون. وقال ابن عباس أيضا : «كلّا» يريد لا يصدقون ، ثم استأنف ، فقال : (إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ)(١) وقيل : قوله تعالى : «كلّا» تكرير ، وتكون «كلّا» هذه هي المذكورة في قوله : «كلا ، بل ران على قلوبهم».
قوله : (عَنْ رَبِّهِمْ). متعلق بالخبر ، وكذلك «يومئذ» ، والتنوين عوض عن جملة ، تقديرها : «يوم إذ يقوم الناس» ؛ لأنه لم يناسب إلا تقديرها.
فصل في حجب الكفار عن رؤية ربهم
قال أكثر المفسرين : محجوبون عن رؤيته ، وهذا يدل على أن المؤمنين يرون ربهم ـ سبحانه وتعالى ـ ولو لا ذلك لم يكن للتخصيص فائدة.
وأيضا فإنه ـ تعالى ـ ذكر هذا الحجاب في معرض الوعيد ، والتهديد للكفار ، وما يكون وعيدا وتهديدا للكفّار لا يجوز حصوله للمؤمنين ، وأجاب المعتزلة عن هذا بوجوه :
أحدها : قال الجبائي (٢) : المراد أنهم محجوبون عن رحمة ربهم أي : ممنوعون كما تحجب الأم بالإخوة من الثّلث إلى السّدس ، ومن ذلك يقال لمن منع من الدخول : حاجب.
وثانيها : قال أبو مسلم : «لمحجوبون» غير مقرّبين ، والحجاب : الرّد ، وهو ضد القبول ، فالمعنى : أنهم غير مقبولين عند الرؤية ، فإنه يقال : حجب عن الأمير ، وإن كان قد رآه عن بعد ، بل يجب أن يحمل على المنع من رحمته.
وثالثها (٣) : قال الزمخشريّ (٤) : كونهم محجوبين عنه تمثيل للاستخفاف بهم وإهانتهم ؛ لأنه لا يرد على الملوك إلا المكرّمين لديهم ، ولا يحجب عنهم إلا المبانون عنهم.
والجواب : أن الحجب في استعمالاته مشترك في المنع ، فيكون حقيقة فيه ، ومنع العبد بالنسبة إلى الله تعالى ، إمّا عن العلم ، وإمّا عن الرؤية ، والأول : باطل ؛ لأن الكفّار يعلمون الله تعالى ، فوجب حمله على الرؤية.
وأمّا الوجوه المذكورة فهو عدول عن الظاهر من غير دليل ، ويؤيد ما قلنا : أقوال السّلف من المفسرين :
__________________
(١) ذكره البغوي (٤ / ٤٦٠).
(٢) ينظر : الفخر الرازي ٣١ / ٨٧.
(٣) في أ : رابعها.
(٤) ينظر : الكشاف ٤ / ٧٢٢.