اللّباب في علوم الكتاب [ ج ٢٠ ]

قائمة الکتاب

البحث

البحث في اللّباب في علوم الكتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

الصلاة لا تتم إلا بقراءتها ، وسبيل كل ركعة أن تكون المقدمة فيها قبل ما يقرأ من بعدها ، فإسقاط فاتحة الكتاب من المصحف على معنى الثقة ببقاء حفظها ، والأمن من نسيانها ، صحيح ، وليس من السور في هذا المعنى مجراها ، ولا يسلك به طريقها.

فصل في تفسير السورة

تقدم الكلام على الاستعاذة ، و «الفلق» : هو الصبح ، وهو فعل بمعنى مفعول ، أي : مفلوق ، وفي الحديث : «الرّؤيا مثل فلق الصّبح».

قال الشاعر : [البسيط]

٥٣٦٠ ـ يا ليلة لم أنمها بتّ مرتفقا

أرعى النّجوم إلى أن نوّر الفلق (١)

وقال ذو الرمة يصف الثور الوحشي : [البسيط]

٥٣٦١ ـ حتّى إذا ما انجلى عن وجهه فلق

هاديه في أخريات اللّيل منتصب (٢)

يعني بالفلق هنا : الصبح بعينه.

وقيل : الفلق : الجبال ، والصخور ، تنفلق بالمياه ، أي : تتشقق وقيل : هو التفليق بين الجبال ، لأنها تنشق من خوف الله تعالى.

قال زهير : [البسيط]

٥٣٦٢ ـ ما زلت أرمقهم حتّى إذا هبطت

أيدي الرّكاب بهم من راكس فلقا (٣)

والراكس : بطن الوادي.

وكذلك هو في قول النابغة : [الطويل]

٥٣٦٣ ـ ..........

أتاني ودوني راكس فالضّواجع (٤)

والراكس أيضا : الهادي ، وهو الثور وسط البيدر تدور عليه الثيران في الدّياسة.

وقيل : الرحم تنفلق بالحيوان.

وقيل : إنه كل ما انفلق عن جميع ما خلق من الحيوان ، والصبح ، والحب ، والنوى وكل شيء من نبات وغيره. قاله الحسن وغيره.

__________________

(١) ينظر القرطبي ٢٠ / ١٧٤ ، والبحر ٨ / ٥٩١ ، والدر المصون ٦ / ٥٩١ ، وفتح القدير ٨ / ٥٣٢.

(٢) ينظر ديوان ذي الرمة ص ٩٢ ، وشرح شواهد الإيضاح ص ٢٤٠ ، واللسان (فرق) ، والقرطبي ٢٠ / ١٧٤ ، والبحر ٨ / ٥٣٣ ، والدر المصون ٦ / ١٧٤.

(٣) ينظر ديوانه ص ٣٧ ، ومعجم ما استعجم ١ / ٤٧ ، والقرطبي ٢٠ / ١٧٤.

(٤) عجز بيت وصدره :

وعيد أبي قابوس في غير كنهه

ينظر ديوان النابغة ص ٣٢ ، وسمط اللآلىء ١ / ٤٨٩ ، واللسان (ركس) ، والقرطبي ٢٠ / ١٧٤.