٥ ـ إنّ مصادر الاستدلال في هذه المدرسة عبارة عن : دليل العقل ، والقرآن ، والإجماع ، والسنّة المتواترة.
٦ ـ لم تكن مدرسة بغداد لتعتبر خبر الواحد ذا قيمة ، إلّا إذا اقترن بقرائن فاعتباره وحجّيّته إنّما هي ناشئة من تلك القرينة.
٧ ـ فتحت المدرسة البغدادية باب الحوار والنقاش بين المذاهب من خلال التمسّك بالأدلّة الّتي يرتضيها طرفا الحوار.
٨ ـ بما أنّ التراث الروائي للشيعة كان قد وصل إلى بغداد من مدينة قم فلذلك يمكن القول بأنّ إحدى المهام الكبيرة لهذه المدرسة هو تنقية وتصفية الروايات الشيعيّة والإصلاح الفكري للفرقة الناجية.
الفصل الثالث
تمهيد
١ ـ إنّ النص والمدّون وليد مع مقولة التفسير والفهم والشرح. ولهذا فإن تاريخ تفسير النصوص يعود إلى زمن بعيد ، إلى زمان كانت فيه أوّل النصوص البشريّة تتمثل في ذلك الكتاب الّذي كان يصطلح عليه عنوان الوحي ، ولأنّ عموم الناس كانوا يجهلون بالخطوط العامّة للأديان أو أنهم كانوا يواجهون الشبهات فيها فقد صار لزاما أن تفسّر هذه النصوص ، كما أنّ ممّا لا شكّ فيه أنّ أفضل مفسّر للنصّ السماوي هو النبيّ الإلهي الّذي يتّصل بالوحي المسدّد من قبل الله تعالى ثمّ انتقلت هذه المهمّة إلى خلفاء الأنبياء. ويمكن أن نصطلح على هذه المنهجيّة في التفسير (منهجية تفسير المعصوم).
وبعد رحيل الأنبياء العظام وأوصيائهم كان العلماء هم الّذين تحملون مهمّة تفسير الكتاب المقدّس. وقد ادت مسألة الاختلاف في مسألة الخلافة ووصاية النبيّ الأكرم في العالم الإسلامي إلى نشوء نظريتين هما التنصيب والانتخاب. فأتباع نظرية الانتخاب تنتهي فترة (منهجية تفسير المعصوم) عندهم بمجرّد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ليتحوّل علماء الدين إلى مفسّرين لكلام الله تعالى ، لكن المعتقدين بنظرية