التنصيب المباشر للإمام أمير المؤمنين عليهالسلام كانوا يعتقدون أن من يخلف المعصوم لا بدّ وأن يكون معصوما ؛ ومن هذا المنطلق فإنّ فترة منهجيّة التفسير المعصوم لم تنته برحيل الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بل تدخل عهدا جديدا بعد وفاته.
واستمرّ هذا المنحى في أفكار القائلين بنظريّة الانتصاب إلى فترة إمامة الإمام الثاني عشر عجّل الله تعالى فرجه فمع بداية غيبته الكبرى بدأت مرحلة تفسير العلماء الدينيّين للقرآن الكريم.
إنّ ما هو مهم في هذا الرأي هو التوجّه للملاحظة التالية وهي أنّ منهجية تفسير القرآن من قبل علماء الدين هي نتاج للتعاليم الّتي أسّس لها الأئمّة المعصومون بالذات أثناء حياتهم ووصايتهم وعلموها أصحابهم.
وكانت هذه التعاليم تمثّل الخطوط الرئيسية (الكلّيّات) الّتي تعصم العالم الديني عند السير وفقها من أن يفسّر برأيه كما يكون بإمكانه الحصول على معلومات جديدة.
٢ ـ إنّ المنهجية الكلّيّة الّتي كانت تنتهجها المدرسة البغدادية في علم التفسير هي المنهجيّة العقليّة ، وهذه المنهجية تمثل تراثا للأئمّة المعصومين عليهمالسلام على ما نعتقده ولم تكن منحصرة بالشيعة وحسب بل كان قد انتهجها المعتزلة بواسطة عن الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام إلّا انّ اتّكالهم على مستنتجاتهم الفكريّة كان السبب في أن يقعوا في المهالك.
لقد كانت المدرسة البغدادية تمثّل الفكر الإماميّ الإثني عشري الّذي يتوافق مع أسّس الفرقة المذكورة ومن أهمّها قبول حجّيّة حكم العقل لكن هذا لم يمنع من أن تقف المدرسة البغداديّة بوجه تلك الفرقة وكان من أبرز جوانب الخلاف بينهما البحث التفسيري.
فرغم أنّ المعتزلة لا يوجد لها اتباع اليوم وأنّ أكثر تراثها ضاع واندثر لكن منهجيّة التفكير العقلاني لم تمت إلى يومنا هذا وها هي الكثير من شبهاتهم تطرح حديثا ، لكن بأنماط وأشكال أخرى.