ايّاكم واقرارنا من تنزيل الله (١) بما جحدتم واثبات الحجّة لله والتّبليغ لرسوله وحاجة النّاس الى الكتاب والسّنّة وأنّه لا هداية لأحد الى شيء من الحقّ بغيرهما ، وانّ النّاس بهما يهتدون وبتركهما يضلّون ، وأنّه لا حلال الاّ حلال الله ولا حرام الاّ حرام الله ، وأنّه ليس لأحد أن يحرّم او يحلّل دون الله ورسوله ؛ وذلك قوله : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) (٢) فأىّ تقدّم أشدّ من تقدّم من أحلّ ما لم يحلّه الله ورسوله أو حرّم ما لم يحرّمه (٣) الله ورسوله؟! أليس الله تعالى يقول : ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ ما أَنْزَلَ اللهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَراماً وَحَلالاً قُلْ آللهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللهِ تَفْتَرُونَ ) (٥) وقال تعالى : ( وَلا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هذا حَلالٌ وَهذا حَرامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ ) (٦) ( مَتاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ ) (٧) فأىّ شيء تكون به الفرية على الله عزّ وجلّ أكثر من تحليل الدّماء والفروج والأموال أو (٨) تحريمها بما زعمتم أنّه ليس فى كتاب الله ولا سنّة رسوله (٩) واعلموا أنّا (١٠) لم نورد (١١) الاحتجاج عليكم الاّ بما أنتم مقرّون به او بما القرآن به شاهد عليكم (١٢) [ وبالله عزّ وجلّ التّوفيق وايّاه نسأل العصمة من كلّ هوى ورأى وفتنة مضلّة ] (١٣).
__________________
(١) م : « التنزيل ».
(٢) آية ١ سورة الحجرات.
(٣) غير م : « لم يحرم ».
(٤) غير م : « وقال الله تبارك وتعالى ».
(٥) آية ٥٩ سورة يونس.
(٦ و ٧) آية ١١٦ و ١١٧ سورة النحل ؛ والآية الثانية فى نسخة م فقط.
(٨) غير م : « و ».
(٩) ج ح س ق : « فى كتاب ولا سنة ».
(١٠) م : « أنما ».
(١١) غير م : « لم نرد ».
(١٢) ح ج س ق : « أو بما الله به شاهد عليكم فى كتابه ».
(١٣) ما بين المعقفتين فى م فقط.