الخير (١) لقد كان أبو بكر مسدّدا فى عمر كأنّه ينظر الى قيامه [ من بعده (٢) ] وجدّه واجتهاده وعناءه فى الاسلام فقال المغيرة : لقد كان كذلك (٣) وان كان قوم كرهوا ولاية عمر ليزووها (٤) عنه وما كان لهم فى ذلك لو كان (٥) [ من (٦) ] حظّ فقلت له : لا أبالك ما ترى القوم الّذين كرهوا ذلك من عمر أرادوا؟ (٧) فقال لى المغيرة : لله أنت! كأنّك [ فى غفلة (٨) ] [ و ] لا تعرف هذا الحىّ من قريش وما قد خصّوا به من الحسد فو الله ان (٩) لو كان الحسد شيئا يرى فيحسب أو (١٠) يدرك بحساب لكان لقريش تسعة أعشار الحسد (١١) وللنّاس [ كلّهم (١٢) ] عشر بينهم ، قال : فقلت له : مه يا مغيرة فانّ قريشا قد بانت بفضلها على النّاس فلم نزل فى هذا الذّكر (١٣) حتّى انتهينا الى رحل عمر فلم نجده فسألنا عنه فقيل : [ قد (١٤) ] خرج آنفا يريد المسجد فمضينا جميعا (١٥) نقفو أثره حتّى دخلنا المسجد فاذا عمر يطوف بالبيت ؛ فطفنا معه ، فلمّا فرغ دخل بينى وبين المغيرة فتوكّأ على المغيرة ثمّ قال (١٦) :
__________________
(١) قال المجلسى فى بيانه : « وبالك الخير بالباء أى قلبك وشأنك ؛ ويحتمل الياء حرف النداء بحذف المنادى أى يا هذا لك الخير أو يا من لك الخير ، وفى بعض النسخ : ما لك الخير ».
(٢) فى الشافى وغيره.
(٣) فى الشافى وغيره « ذلك ».
(٤) ح : « ليذودوها » ( بالذال المعجمة ) يقال : « زوى الشيء عنه أى منعه ، وكذا يقال : زاد عن الشيء طرده ودفعه ».
(٥) « لو كان » ليس فى سائر الكتب.
(٦) فى شرح النهج فقط.
(٧) « أرادوا » فى نسخ الكتاب فقط.
(٨) فى الشافى والبحار فقط.
(٩) « ان » فى نسخ الكتاب فقط.
(١٠) « يرى فيحسب أو » فى نسخ الكتاب فقط.
(١١) شرح ابن أبى الحديد : « تسعة أعشاره ».
(١٢) فى شرح ابن أبى الحديد فقط.
(١٣) فى الشافى وتلخيصه « فى ذلك » وفى شرح النهج والبحار « فى مثل ذلك ».
(١٤) فى شرح ابن الحديد فقط.
(١٥) فى نسخ الكتاب فقط.
(١٦) شرح ابن الحديد : « وقال ».