وروى جرير بن عبد الحميد عن عبد العزيز بن رفيع (١) عن عبد الله [ بن (٢) ] أبى ـ قتادة (٣) عن أبيه قال : قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ : لا تسبّوا الدّهر فانّ الله هو الدّهر (٤).
فانظروا كيف لم يرضوا بالشّرك بالله حتّى نسبوه الى رسول الله (ص) وانّما الدّهر أيّام قال الله عزّ وجلّ : ( هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً ) (٥) فتعالى الله عمّا يصفون.
ورويتم حديثا نسبتموه الى الشّعبىّ أنّه قال : لا يخرج أحدا من الايمان [ الاّ ] الجحود بالله وبرسوله ، وانّ الذّنوب لا تخرج أحدا من الايمان.
فهذه روايتكم ثمّ أوجبتم على أهل اليمامة الرّدّة وانّما منعوا الصّدقة وصلّوا بأذان واقامة ثمّ شنّها (٦) عليهم غارة فقتل (٧) منهم وسبى (٨) فلم ينكر ذلك أبو بكر على خالد وصوّب رأيه و [ كذلك ] فعل أمير المؤمنين ومولى المسلمين [ فى ] ما جعله [ الله ] له حين قاتل طلحة والزّبير بعد أن نكثا بيعته وامتنعا من دفع صدقة البصرة وأموالها وخراجها ، وكذلك
__________________
(١) صرح ابن حجر فى تهذيب التهذيب فى ترجمة جرير بن عبد الحميد بأنه روى عن عبد العزيز بن رفيع وقال فى تقريب التهذيب « عبد العزيز بن رفيع بفاء مصغرا » وصرح فى تهذيب التهذيب فى ترجمته بأنه روى عن عبد الله بن أبى قتادة وفى ترجمة ابن أبى قتادة بأنه روى عن أبيه أبى قتادة وروى عنه عبد العزيز بن رفيع.
(٢) قد علم بما ذكرناه من كيفية السند أن كلمة « ابن » سقطت من هنا.
(٣) قال فى تقريب التهذيب فى باب الكنى : « أبو قتادة الانصارى هو الحارث » وقتادة بفتح القاف كسحابة.
(٤) الحديث مشهور وتأويله أيضا معروف وليس محمولا على ظاهره ( انظر ص ٩ ).
(٥) اوّل آية من سورة الدهر.
(٦ و ٧ و ٨) كذا فى الاصل فكأن مرجع الضمير حيث كان معلوما لم يذكره كما فى قوله تعالى : ( وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ ).