لمّا ولاّه عمر بن الخطّاب البصرة جمع القرّاء فكانوا ثلاثمائة رجل فقال لهم : أنتم
__________________
أبو الكنود سعد بن مالك فقال ابن مسلمة : الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا فى سبيل الله بأموالهم وأنفسهم ألا أبشروا أنتم المفلحون * والذين آوواهم ونصروهم وجادلوا عنهم القوم الذين غضب الله عليهم اولئك لا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون. وأخرج الطبرانى فى الكبير عن ابن عمر قال : قرأ رجلان سورة قرأهما رسول الله (ص) فكانا يقرآن بها فقاما ذات ليلة يصليان فلم يقدرا منها على حرف فأصبحا غاديين على رسول الله (ص) فذكرا ذلك له فقال : انها مما نسخ فالهوا عنها. وفى الصحيحين عن أنس فى قصة أصحاب بئر معونة : الذين قتلوا وقنت يدعو على قاتليهم قال أنس : ونزل فيهم قرآن قرأناه حتى رفع : أن بلغوا عنا قومنا أنا لقينا ربنا فرضى عنا وأرضانا. وفى المستدرك عن حذيفة قال : ما تقرءون ربعها يعنى براءة. قال الحسين بن المنارى فى كتابه الناسخ والمنسوخ : ومما رفع رسمه من القرآن ولم يرفع من القلوب حفظه سورتا القنوت فى الوتر وتسمى سورتى الخلع والحفد ».
أقول : قد خاض السيوطى فى الدر المنثور فى أوائل تفسير سورة الاحزاب فى نقل أحاديث كثيرة فى خصوص آية الرجم المشار إليها فيما مر من كلمات العلماء الا أن الاخبار كلها من قبيل ما تقدم فى مطاوى الباب فمن أرادها فليراجع ج ٥ ؛ ص ١٧٩ ـ ١٨٠.
وأنت خبير بأن الاعتقاد بمضامين هذه الاخبار الساقطة فى نظر أهل التحقيق عن درجة الاعتبار مما يثلم بنيان الدين ويهدم أركان اليقين ويذهب بهاء الاسلام ويكدر مناهل الاحكام نعوذ بالله من ذلك وخاض فى تحقيق هذا المطلب جماعة من حملة لواء الشيعة وحفظة ناموس الشريعة ومنهم الشيخ جواد البلاغى ـ قدس الله روحه ونور ضريحه ـ فانه أحسن فى التحقيق وأجاد وجاء بما فوق المراد فعليك بتفسيره آلاء الرحمن ؛ والمطلب معنون فيه بعنوان « بعض ما ألصق بكرامة القرآن الكريم » ( انظر ج ١ ؛ ص ١٩ ـ ٢٩ ) فان فيه كفاية للمكتفى.