وأنّه واجب عليكم ان تصطادوا (١) ؛ شئتم أم أبيتم ، وليس الطّلاق مثل هذا لأنّ الله أمر بالطّلاق فى أوقات معلومة وسنّه النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ لهم ووكّد فيه وحدّه لهم وقال : ( وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) (٢) وقال : ( ذلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ) (٣) ( وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ) (٤).
وليس بيننا وبينكم خلاف فى أنّ من جلس يوم الجمعة فى المسجد الى اللّيل ولم ينتشر انّه غير آثم ، ولا خلاف بيننا وبينكم أنّه أراد أنّه ان (٥) دان (٦) دينا وائتمن صاحبه فلم يكتب عليه ولم يشهد انّه غير آثم ، ولا خلاف بيننا وبينكم أنّه اذا أحلّ من احرامه فلم يصطد صيدا حتّى رجع الى منزله انّه غير آثم ، وأنتم مقرّون أنّ من طلّق امرأته على خلاف الكتاب والسّنّة انّه قد عصى الله ورسوله فكيف شبّهتم الطّلاق بهذه الخصال الّتي احتججتم بها؟! ولكنّكم اتّبعتم ما تشابه من القرآن وتركتم محكمه كما قال لنبيّه (ص) : ( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا وَما يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُوا الْأَلْبابِ ) (٧) ].
__________________
(١) غير ح : « واجب عليهم ان يصطادوا ».
(٢) ذيل آية ٢٢٩ سورة البقرة.
(٣) من آية ٢٣٢ سورة البقرة وصدرها : « واذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن ؛ الآية ».
(٤) من آية ١ سورة الطلاق.
(٥) ح : « أنه من ».
(٦) المتن مطابق لنسخة ح وأما غيرها ففيها : « أن دينه » ( بتشديد الياء من باب التفعيل ) فكأنه « ادانه » ( من باب الافتعال ) او « دانه » لان معنى التديين لا يناسب المقام ؛ قال الجوهرى : « دينت الرجل تديينا اذا وكلته الى دينه » فمن أراد التحقيق فليخض فيه.
(٧) آية ٧ سورة آل عمران ؛ فليعلم أن ما بين المعقفتين اللتين كانت اوليهما قبل قوله : « والله يقول : ( يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ ) » وأخراهما بعد ( أُولُوا الْأَلْبابِ ) ليس فى نسخة م بل هو فى غيرها من النسخ جميعا من دون اختلاف ؛ فان أردت أول العبارة فراجع ص ٢٤١.