العرب على الموالى ؛ فلم تزل العصبيّة ثابتة فى النّاس منذ ذاك الى يومنا هذا ورسول الله
__________________
فلما أفضى الامر إليه فضل بعضهم على بعض خلافا على رسول الله (ص) وخلافا على صاحبه فى كثير من الاشياء ».
وقال مؤلف كتاب الاستغاثة عند ذكره ما طعن به على عمر ( ص ٣٦ من طبعة النجف ) بعد نقله ما كان عليه تقسيم الصدقات : « ثم ساوى ( أى الرسول ) بالاعطاء بين الاصناف الثمانية التى أوجبها الله تعالى لهم فلم يفضل فى ذلك قرشيا على عربى ولا عربيا على عجمى ولا أبيض على أسود ولا ذكرا على أثنى ، والثمانية أصناف فى قول الله تعالى : ( إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ ) ؛ الآية ، وكان الحال يجرى كذلك فى زمان الرسول (ص) الى أيام عمر بغير خلاف فى ذلك فأوجب عمر التفضيل بينهم فى الاعطاء ففضل المهاجرين على الانصار وقريشا على العرب والعرب على العجم ثم فضل بين أزواج النبي (ص) ففضل منهن عائشة وحفصة على جميعهن ( الى آخر ما ذكره من الكلام الطويل ؛ فمن أراده فليراجع الاستغاثة ص ٣٦ ـ ٤١ ).
وقال ابن أبى جمهور فى المجلى عند ذكره بعض ما طعن به على عمر ما نصه ( ص ٤٤٣ ) :
« ومما قدحوا عليه به تفضيله بعض الناس على بعض فى العطاء فانه لما دون الديوان وأثبت أسماء أهل العطاء فيه لم يجعل نصيبهم من العطاء متساويا بل فضل بعضهم على بعض فيه بحسب ما يقتضيه رأيه وطبعه وميله مع أن من المعلوم بين الكل أن النبي لم يفضل أحدا من الصحابة فى قسمة الغنيمة والزكاة ومال الجزية وغير ذلك على أحد بل كان يقسمه بينهم بالسوية لا على قدر بلائهم فى الاسلام ولا على جهادهم عن الدين لان فعلهم لم يكن لاجل العطاء بل كان حمية للدين ونصرة للحق واعزازا لكلمة ـ الاسلام تقربا الى الله تعالى وطلبا لمرضاته وعمر فضل بعض أهل الديوان على بعض فى عطائه فخالف بذلك فعل النبي (ص) فهو من جملة البدع التى ابتدعها والاحداث