عائشة ، فقالوا (١) : انّما نعنى من الرّجال فقال : أبوها ، فقالوا (٢) : ثمّ من؟ ـ فقال : عمر ، فكيف يكون هذا وعمر يقول لابنه : كان اسامة أحبّ الى رسول الله (ص) منك ، وكان أبوه أحبّ الى رسول الله (ص) من أبيك؟!
فلو كانت القسم (٣) انّما تقسم (٤) بين النّاس على محبّة النّبيّ (ص) لهم كان أولى النّاس بكثرة العطاء ولد رسول الله (ص) وولد ولده. وأنتم تروون في رواية أخرى أنّه ـ صلىاللهعليهوآله ـ سئل : من أحبّ النّاس أليك؟ ـ قال : فاطمة ، قالوا (٥) : فمن الرّجال؟ ـ فقال : زوجها (٦).
__________________
(١ و ٢) فى بعض النسخ فى كلا الموضعين : « فقيل ».
(٣) القسم بكسر القاف وفتح السين جمع القسمة بكسر القاف وسكون السين ؛ قال الجوهرى : « قاسمه المال وتقاسماه واقتسماه بينهم والاسم القسمة مؤنثة وانما قال تعالى : ( فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ ) ؛ بعد قوله : واذا حضر القسمة لانها فى معنى الميراث والمال فذكر على ذلك ». وقال الفيومى : « واقتسموا المال بينهم والاسم القسمة ، وأطلقت على النصيب أيضا وجمعها قسم مثل سدرة وسدر ».
(٤) ح : « فلو كان القاسم انما يقسم » وأظن أن نسخة ح هنا قد تصرف فيها.
(٥) ح : « فقيل ».
(٦) قال المجلسى (ره) فى ثامن البحار فى باب أحوال عائشة بعد الجمل ( ص ٤٥١ من طبعة أمين الضرب ) :
« نقل الاربلى فى كشف الغمة من ربيع الابرار للزمخشرى قال : قال جميع بن عمير : دخلت على عائشة فقلت : من كان أحب الناس الى رسول الله (ص)؟ ـ فقالت : فاطمة ، قلت : انما أسألك عن الرجال قالت : زوجها ؛ وما يمنعه ..! فو الله ان كان لصواما قواما ولقد سالت نفس رسول الله (ص) فى يده فردها الى فيه ، فقلت : فما حملك على ما كان؟ ـ فأرسلت خمارها على وجهها وبكت وقالت : أمر قضى على.
وروى أنه قيل لها قبل موتها : أندفنك عند رسول الله (ص)؟ ـ قالت : لا ؛ انى أحدثت بعده ».