ورويتم على عمر بن الخطّاب أنّه كان يشربه وكان أحبّ الشّراب إليه النّبيذ
__________________
ثم لا يخفى عليك أنى أظن ظنا قويا أن عبارة المتن كانت منسوبة الى عمر فاشتبه الامر على المصنف (ره) أو على صاحب المأخذ الّذي أخذها المصنف (ره) منه فان نظير العبارة منقولة منه ومذكورة فى حقه فى كتب أهل السنة والجماعة فلا بأس بالاشارة الى شيء من موارد نقلها.
قال الامينى (ره) فى الجزء السادس من كتاب الغدير ضمن بحث طويل تحت عنوان « اجتهاد الخليفة فى الخمر وآياتها » ما نصه ( ص ٢٥٧ ـ ٢٥٨ من الطبعة الثانية ) :
« ولاعتياده بها منذ مدة غير قصيرة الى نزول آية المائدة فى حجة الوداع طفق يشرب النبيذ الشديد بعد نزول ذلك الوعيد وبعد قوله : انتهينا انتهينا وكان يقول : انا نشرب هذا الشراب الشديد لنقطع به لحوم الابل فى بطوننا أن تؤذينا فمن رابه من شرابه شيء فليمزجه بالماء ( السنن الكبرى ج ٨ ، ص ٢٩٩ ، محاضرات الراغب ج ١ ؛ ص ٣١٩ ، كنز العمال ج ٢ ؛ ص ١٠٩ نقلا عن ابن أبى شيبة ).
وقال : انى رجل معجار البطن أو مسعار البطن وأشرب هذا النبيذ الشديد فيسهل بطنى ( أخرجه ابن أبى شيبة كما فى كنز العمال ج ٣ ؛ ص ١٠٩ ).
وقال : لا يقطع لحوم هذه الابل فى بطوننا الا النبيذ الشديد ( جامع مسانيد أبى حنيفة ج ٢ ؛ ص ١٩٠ ، ٢١٥ ).
م ـ وكان يشرب النبيذ الشديد الى آخر نفس لفظه قال عمرو بن ميمون : شهدت عمر حين طعن أتى بنبيذ شديد فشربه ( طب ٦ ص ١٥٦ ).
وكان حدة شرابه وشدته بحيث لو شرب غيره منه لسكر ، وكان يقيم عليه الحد غير أن الخليفة كان لم يتأثر منه لاعتياده ، او كان يكسره ويشربه ؛ قال الشعبى : شرب أعرابى من اداوة عمر فأغشى فحده عمر ثم قال : وانما حده للسكر لا للشرب ( العقد الفريد ج ٣ ؛ ص ٤١٦ ).