فبعضكم يأخذ بهذه الرّواية وبعضكم يأخذ بتلك الرّواية وبعضكم لا يأخذ بهذه الرّواية
__________________
« وفيها أعنى سنة أربعة عشر ضرب عمر ابنه عبيد الله وأصحابه فى شراب شربوه وأبا محجن » ونقل العبارة بعينها ابن الاثير فى تاريخه ضمن حوادث السنة المشار إليها وقال ابن كثير فى البداية والنهاية ضمن حوادث سنة ١٤ : « وفى هذه السنة ضرب عمر بن الخطاب ابنه عبيد الله فى الشراب هو وجماعة معه » وقال ابن عبد ربه فى العقد الفريد تحت عنوان « من حد فى شرب الخمر وشهر بها » ( ج ٤ ؛ ص ٣٤١ من طبعة مصر سنة ١٣٥٤ ) : « ومنهم عبيد الله بن عمر بن الخطاب ، شرب بمصر فحده هناك عمرو بن العاص سرا فلما قدم على عمر جلده حدا آخر علانية » وحذا حذوهم جماعة يطول ذكر أساميهم.
وصرح جماعة من العلماء بأن المحدود من ولد عمر أبو شحمة عبد الرحمن بن عمر فلنشر الى كلمات بعضهم فقال ابن عبد البر فى الاستيعاب : « عبد الرحمن بن عمر الاوسط هو أبو شحمة وهو الّذي ضربه عمرو بن العاص بمصر فى الخمر ثم حمله الى المدينة فضربه أبوه أدب الوالد ثم مرض ومات بعد شهر هكذا يرويه معمر عن الزهرى عن سالم عن أبيه وأما أهل العراق فيقولون : انه مات تحت سياط عمر وذلك غلط وقال الزبير : أقام عليه عمر حد الشرب فمرض ومات » وذكر مثله ابن الاثير فى أسد الغابة ونقل ابن حجر فى الاصابة كلام ابن عبد البر وصححه وقواه ( انظر ج ٣ ؛ ص ٧٥ ) وقال المسعودى فى مروج الذهب عند ذكره ولد عمر : « وعبد الرحمن الاصغر وهو المحدود فى الشراب وهو المعروف بأبى شحمة » وقال ابن قتيبة فى المعارف عند ذكره أولاد عمر « وأما أبو شحمة بن عمر بن الخطاب فضربه عمر الحد فى الشراب وفى أمر آخر فمات ولا عقب له » أقول : الامر الاخر المذكور فى كلام ابن قتيبة هو الزنا كما صرح به الديار بكرى فى تاريخ الخميس عند ذكره أولاد عمر وذكر القصة مبسوطة ومفصلة ( انظر ص ٢٥٢ و ٢٥٣ من الجزء الثانى من النسخة المطبوعة