لكلّ من قال برأيه فرضا أوجبتموه على عباد الله تنتقلون فيه من حكم الى حكم والله عزّ وجلّ يقول : ( لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّساءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَفْرُوضاً ) (١) فقد أخبرنا الله أنّه قد فرض المواريث وبيّنها فقال : نصيبا مفروضا ؛ فمن أحلّ لكم أن تجيزوا (٢) اختلاف الصّحابة والتّابعين من بعدهم فيما قد جعله (٣) الله نصيبا مفروضا ؛ والنّصيب المفروض لا يزاد فيه ولا ينقص [ (٤) منه لأنّه قد قال الله عزّ وجلّ : ( وَلِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ ) (٥) فهل يجوز أن يتقدّم ما جعل الله له وسمّاه (٦) ] [ الاّ بتقدّمكم بين يدى رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ وتجاوزكم أمره والله تعالى يقول : ( لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ ) (٧) فو الله ما جوّزتموه (٨) له من قبل ولا من بعد حتّى اعترضتم لنقض ما وكّد (٩) الله عزّ وجلّ فيه فنقضتموه عروة عروة سنفسّر لكم من ذلك ما لا يخفى على ذى لبّ بعون الله وقوّته والله الموفّق وايّاه نستعين على أرشد الأمور فأوّل ما ننقم عليكم من ذلك ما رويتموه عن علمائكم (١٠) ] أنّ رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ قال : انّ
__________________
(١) آية ٧ من سورة النساء.
(٢) غير م : « أن تجوزوا ».
(٣) م ح : « فيما جعله ».
(٤) ما بين المعقفتين فى م فقط.
(٥) صدر آية ٣٣ من سورة النساء.
(٦) فى الاصل : « جعل الله له رسما ».
(٧) من آية ٤ سورة الروم.
(٨) فى الاصل : « جوزتموهم » وكان الاولى ان يعبر المصنف (ره) عن مقصوده بلفظ « تركتموه » فكأنه (ره) تساهل فى التعبير.
(٩) فى الاصل : « وكل ».
(١٠) غير م بدل ما بين المعقفتين هكذا : « فلما جهلتم ما فرض الله تعالى من ذلك تقدمتم بين يدى الله ورسوله فقلتم بآرائكم وأمرتم الناس بأمر دون أمر الله وتجاوزتم ما قال فى كتابه اذ يقول واذا قيل لهم : تعالوا الى ما أنزل الله والى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا ، فهل يصد عنه الا من ترك أمره ورضى بغيره وزعمتم ».