اليوم بشيء وغدا بغيره ، وأنّ كمال الدّين هو بهم وبرأيهم لا بالنّبي (ص) ولا بما أوحى الله إليه فكأنّ النّبيّ (ص) قال لهم : هؤلاء الادلاّء من (١) دين الله على ما لم يبعثنى به الى خلقه وبما لا أعلمه ممّا يحتاج النّاس إليه.
وكان (ص) اذا سئل انتظر الوحى ؛ وهؤلاء يقولون ولا يحتاجون الى وحى فاذا طاعة هؤلاء فيما (٢) لم يأمرهم الله به كطاعة النّبيّ (ص) فيما أمره الله به وانّ آراءهم فيما لم ينزل الله تعالى فيه (٣) كتابا ولم يبيّن فيه رسول الله (ص) سنّة تقوم مقام ما نزل فيه (٤) الكتاب وما سنّه النّبيّ (ص) ، وكفى به شنعة ان كنتم تتّقون الشّنعة.
ويلزمكم أن تقولوا : انّ الله عزّ وجلّ انّما بعث محمّدا (ص) أن يدعو الى طاعتنا وأمره فى جهاده الى قبول ما نقول برأينا بلا حكم وانّه انّما أيّده بالملائكة ليأمرهم (٥) أن يتّبعونا فيما لم يأمر الله به ولم ينه عنه ، وان تقولوا ذلك فقد أوجبتم أنّ لهم طاعة عليه (٦) فاذا ادّعيتم على من (٧) خالفكم مثل ما يلزمكم من هذا القول فانّهم قالوا أيضا : انّ الفرض فى طاعة اولى الأمر فيما قد أمر الله به نبيّه (ص) ونهاه عنه لأنّهم يقولون : انّ رسول الله (ص) قد جاء من عند الله عزّ وجلّ بجميع ما يحتاج إليه عباده من أمر دينهم ثمّ أودعه النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ اولى الأمر الّذين أمر الله بطاعتهم لأنّهم لا يرتابون فى حلال وحرام ولكن يؤدّونهما كما (٨) أدّاه رسول الله إليهم ؛ فهذه غير مقالتكم يا أهل السّنّة والجماعة.
__________________
(١) كذا فى الاصل ولعله مصحف « فى ».
(٢) فى الاصل : « بما ».
(٣ و ٤) فى كلا الموردين فى الاصل : « به ».
(٥) فى الاصل : « وأمرهم ».
(٦) فى الاصل : « فقد أوجبتم أنه طاعة لهم عليه ».
(٧) فى الاصل : « على ما ».
(٨) فى الاصل : « ولكن باذنه لما » ولعل الاصل الصحيح كان : « بل يؤدونه ».