المدينة حالا فى نفسه فمات فأتانى آت وأنا أسبّح بعد المغرب فقال لى : انّ زيدا تكلّم بعد وفاته ؛ فجئته وقد حضره ناس وهو يقول :
الأوسط أجلد القوم كان يمنع النّاس أن يأكل قويّهم ضعيفهم عبد الله عمر أمير المؤمنين صدق صدق كان ذلك فى الكتاب الأوّل.
ثمّ قال :
عثمان أمير المؤمنين تعانى النّاس ديون كثيرة (١) خلت اثنتان وبقيت أربعة فانّكم على منهاج عثمان ؛ من تولاّه فلا يهدرنّ دما كان أمر الله قدرا مقدورا ، وهذه الجنّة وهذه
__________________
وقال ابن الاثير فى أسد الغابة ضمن ترجمة زيد بن خارجة :
« وهذا زيد هو الّذي تكلم بعد الموت فى أكثر الروايات وهو الصحيح ، وقيل : ان الّذي تكلم بعد الموت أبوه خارجة ؛ وليس بصحيح فان المشهور فى أبيه أنه قتل يوم أحد وقد ذكرناه. وأما كلام زيد فانه أغمى عليه قبل موته فظنوه ميتا فسجوا عليه ثوبه ثم راجعته نفسه فتكلم بكلام حفظ عنه فى أبى بكر وعمر وعثمان ـ رضى الله عنهم ـ ثم مات ».
(٦) فى الاصل : « أصلح ».
__________________
(١) كذا في الاصل صريحا وفى تاريخ ابن كثير كما يأتى : « وهو يعافى الناس من ذنوب كثيرة » فلو كانت العبارة : « تعانى الناس ديونا كثيرة » لكان المعنى مستقيما بلا تكلف من قولهم : « هو يعانى الشدائد » أى يقاسيها ويكابدها ويعالجها والعبارة فى حديث آخر « يعفو عن ذنوب كثيرة » فلننقل الحديث ، قال السيوطى فى شرح الصدور بشرح حال ـ الموتى والقبور فى باب « زيارة القبور وعلم الموتى بزوارهم ورؤيتهم لهم » ضمن نقله القصة بما وجدها فى الكتب المعتبرة بعباراتها المختلفة ما نصه ( ص ١٤٩ من طبعة الهند ) : « وقال الطبرانى فى الكبير : حدثنا أحمد بن المعلى الدمشقى ، حدثنا هشام بن عمار ، حدثنا الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن عمر بن هانى ان النعمان بن بشير حدثه