__________________
قال : مات رجل منا يقال له زيد بن خارجة بن زيد فسجيناه بثوب وقمت أصلي اذ سمعت ضوضاة فانصرفت فاذا أنا به يتحرك فقال : أجلد القوم أوسطهم عبد الله عمر أمير المؤمنين القوى فى جسمه القوى فى أمر الله ، عثمان أمير المؤمنين العفيف المتعفف الّذي يعفو عن ذنوب كثيرة خلت ليلتان وبقيت أربع واختلف الناس فلا نظام لهم ، يا أيها ـ الناس أقبلوا على إمامكم واسمعوا له وأطيعوا ، هذا رسول الله وابن رواحة ثم قال : وما فعل زيد بن خارجة؟ يعنى أباه ثم قال : أخذت بئر أريس ظلما ثم خفت الصوت ، أخرجه ابن عساكر ».
وقال الحافظ نور الدين على بن أبى بكر الهيثمى فى مجمع الزوائد فى باب الخلفاء الاربعة من كتاب الخلافة ( ج ٥ ؛ ص ١٧٩ ـ ١٨٠ ) ما نصه :
« وعن النعمان بن بشير قال : بينما زيد بن خارجة يمشى فى بعض طرق المدنية اذخر ميتا بين الظهر والعصر فنقل الى أهله وسجى بين ثوبين وكساء فلما كان بين المغرب والعشاء اجتمعن نسوة من الانصار فصرخوا حوله اذ سمعوا صوتا من تحت الكساء يقول : أنصتوا أيها الناس ؛ مرتين ، فحسر عن وجهه وصدره فقال : محمد رسول الله (ص) النبي الامين كان ذلك فى الكتاب ثم قيل على لسانه : صدق صدق أبو بكر الصديق خليفة رسول الله (ص) القوى الامين كان ضعيفا فى بدنه قويا فى أمر الله ؛ كان ذلك فى الكتاب الاول ، ثم قيل على لسانه : صدق صدق ثلاثا ، والاوسط عبد الله أمير المؤمنين رضى الله عنه الّذي كان لا يخاف فى الله لومة لائم ؛ وكان يمنع الناس أن يأكل قويهم ضعيفهم ؛ كان ذلك فى الكتاب الاول ، ثم قيل على لسانه : صدق صدق ثم قال : عثمان أمير المؤمنين رحيم بالمؤمنين خلت اثنتان وبقى أربع واختلف الناس فلا نظام لهم وانتحبت الاجماء يعنى تنتهك المحارم ودنت الساعة وأكل الناس بعضهم بعضا.
وفى رواية عن النعمان بن بشير قال :
لما توفى زيد بن خارجة انتظرت خروج عثمان فقلت : يصلى ركعتين فكشف الثوب عن وجهه فقال : السلام عليكم ، السلام عليكم ، وأهل البيت يتكلمون قال : فقلت وأنا فى الصلاة : سبحان الله ، سبحان الله ، فقال : أنصتوا أنصتوا.
والباقى بنحوه ؛ رواه كله الطبرانى فى الكبير والاوسط باختصار كثير باسنادين ورجال أحدهما فى الكبير ثقات ».