فسألت القوم عمّا سبق من كلامه قبل أن ألحقه.
قالوا : انّه مات فغمضناه فاستوى جالسا فقال :
محمّد رسول الله ؛ السّلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته وقال : أبو بكر
__________________
وقال : كتاب الله وقدره ، أيها الناس أقبلوا على أميركم واسمعوا وأطيعوا ، فمن تولى فلا يعهدن دما وكان أمر الله قدرا مقدورا ، الله أكبر هذه الجنة وهذه النار ، ويقول النبيون والصديقون : سلام عليكم ، يا عبد الله بن رواحة هل أحسست لى خارجة لابيه وسعدا الذين قتلا يوم أحد ( كلا انها لظى نزاعة للشوى تدعو من أدبر وتولى وجمع فأوعى ) ثم خفت صوته.
فسألت الرهط عما سبقنى من كلامه فقالوا :
سمعناه يقول : أنصتوا أنصتوا ، فنظر بعضنا الى بعض فاذا الصوت من تحت الثياب ، قال : فكشفنا عن وجهه فقال : هذا أحمد رسول الله سلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته ثم قال : أبو بكر الصديق الامين خليفة رسول الله كان ضعيفا فى جسمه قويا فى أمر الله صدق صدق وكان فى الكتاب الاول.
ثم رواه الحافظ البيهقى عن أبى نصر بن قتادة عن أبى عمرو بن بجير عن على بن الحسين عن المعافى بن سليمان عن زهير بن معاوية عن اسماعيل بن أبى خالد فذكره وقال هذا اسناد صحيح. [ وقد روى هشام بن عمار فى كتاب البعث عن الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال : حدثنى عمير بن هانى حدثنى النعمان بن بشير قال : توفى رجل منا يقال له خارجة بن زيد فسجينا عليه ثوبا فذكر نحو ما تقدم ].
قال البيهقى : وروى ذلك عن حبيب بن سالم عن النعمان بن بشير وذكر بئر أريس كما ذكرنا فى رواية ابن المسيب. قال البيهقى : والامر فيها أن النبي ( صلعم ) اتخذ خاتما فكان فى يده ثم كان فى يد أبى بكر من بعده ثم كان فى يد عمر ثم كان فى يد عثمان حتى وقع منه فى بئر أريس بعد ما مضى من خلافته ست ستين فعند ذلك تغيرت عماله وظهرت أسباب الفتن كما قيل على لسان زيد بن خارجة.
قلت : وهى المرادة من قوله : مضت اثنتان وبقى أربع ، أو مضت أربع وبقى اثنتان ؛