الصّدّيق كان ضعيفا فى جسمه قويّا فى [ أمر ] الله ؛ صدق صدق كان ذلك فى الكتاب الاوّل.
ورويتم عن يزيد بن الحباب (١) عن يحيى بن سعيد الأنصارىّ عن أنس بن مالك : قال : لمّا مات زيد بن خارجة (٢) نافست (٣) الأنصار فى غسله حتّى كان بينهم منازعة ثمّ
__________________
على اختلاف الرواية والله أعلم.
وقد قال البخارى فى التاريخ : زيد بن خارجة الخزرجى الانصارى شهد بدرا ، توفى زمن عثمان وهو الّذي تكلم بعد الموت. قال البيهقى : وقد روى فى التكلم بعد الموت عن جماعة بأسانيد صحيحة ؛ والله أعلم.
قال ابن أبى الدنيا : حدثنا خلف بن هشام البزار ، حدثنا خالد الطحان عن حصين عن عبد الله بن عبيد الانصارى أن رجلا من بنى سلمة تكلم فقال : محمد رسول الله ، أبو بكر الصديق ، عثمان اللين الرحيم ، قال : ولا أدرى ايش قال فى عمر ، كذا رواه ابن أبى الدنيا فى كتابه.
وقد قال الحافظ البيهقى : أخبرنا أبو سعيد بن أبى عمرو ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا يحيى بن أبى طالب أنبأنا على بن عاصم أنبأنا حصين بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عبيد الانصارى قال : بينما هم يثورون القتلى يوم صفين او يوم الجمل اذ تكلم رجل من الانصار من القتلى فقال : محمد رسول الله ، أبو بكر الصديق ، عمر الشهيد ، عثمان الرحيم ثم سكت.
[ وقال هشام بن عمار فى كتاب البعث ... ] ».
أقول : نقل السيوطى فى شرح الصدور فى « باب زيارة القبور وعلم الموتى بزوارهم ورؤيتهم لهم » أمثال ما نقله ابن كثير فى تاريخه فمن أراد البحث عن المطلب أكثر مما خضنا فيه فليراجع مظان التفصيل فان المقام لا يسع أكثر من ذلك.
__________________
(١) كذا فى الاصل صريحا ولم أجده فيما عندى من كتب الرجال.