استقام رأيهم على أن يغسّله الغسلتين الأوّلتين الّذين كانوا يلون (١) غسله ثمّ يدخل عليه من كلّ فخذ سيّدها فيصبّون [ عليه ] الماء صبّة واحدة يعنى فى الغسلة الثّالثة قال أنس : فأدخلت فيمن دخل فلمّا ذهبنا لنصبّ عليه الماء تكلّم فقال : مضت اثنتان (٢) وبقيت أربع يأكل غنيّهم فقيرهم فارضوا لرضاهم لكم (٣) أبو بكر الصّدّيق ليّن رحيم بالمؤمنين ، عمر شديد على الكفّار لا يأخذه فى الله لومة لائم ، عثمان ليّن رحيم فاسمعوا له وأطيعوا فانّكم على منهاج عثمان.
ثمّ خمد صوته فاذا اللّسان يتحرّك والجسد ميّت (٤).
_________________
٢ ـ فى الاصل : « زيد بن حارثة » ولا يستقيم بوجه فان زيد بن حارثة قد استشهد فى غزوة موتة باتفاق من أهل التاريخ والسير مضافا الى أن آخر القصة يشهد أن المراد زيد بن خارجة المتكلم بعد الموت على زعمهم.
ويؤيد ذلك بل يعينه ما نقله السيوطى فى شرح الصدور فى أواخر باب زيارة القبور وعلم الموتى بزوارهم ورؤيتهم لهم ( ص ١٤٩ من طبعة الهند ) بهذه العبارة :
« وأخرج ابن عساكر عن أنس قال : لما مات زيد بن خارجة دخلنا عليه نغسله فلما ذهبنا نصب عليه تكلم فقال : مضت ثنتان وغير أربع فأكل غنيهم فقيرهم فانفضوا لا نظام لهم ، أبو بكر لين رحيم بالمؤمنين ، وعمر شديد على الكفار لا يخاف فى الله لومة لائم ، وعثمان لين رحيم بالمؤمنين وأنتم على منهاج عثمان فاسمعوا وأطيعوا ؛ ثم خفت صوته فاذا اللسان يتحرك واذا الجسد ميت ».
٣ ـ فى الاصل : « نفست ».
__________________
(١) فى الاصل : « يكون » ؛ يقال : « ولى الامر اذا قام به ».
(٢) فى الاصل : « اثنان ».
(٣) فى الاصل : « فارضوا لارضائهن لكم ».
(٤) فى الاصل : « فاذا الجسد واللسان ميت ».