عنها فهل تروون عنه أنّه نهى عن متعة الحجّ [ وما معنى نهى عمر عن متعة الحجّ (١) ] وقد قال الله تعالى : ( فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ) (٢) وتروون عن النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ أنّه حجّ حجّة الوداع وأفرد الحجّ وساق الهدى فلمّا دخل مكّة وطاف بالبيت وخرج الى الصّفا فصعد عليه أتاه جبرئيل وهو على الصّفا قائم فقال له : مر أصحابك : من لم يسق منهم الهدى أن يحلّ ويجعلها متعة ؛ فقال رسول الله (ص) لأصحابه : هذا جبرئيل يخبرنى (٣) أن آمركم : من لم يسق الهدى فليحلّ وليجعلها متعة ؛ فأحلّ كلّ من لم يسق الهدى فقال (٤) رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ : لو أنّى استقبلت من أمرى ما استدبرت لفعلت مثل ما فعلتم ولكن قد سقت [ الهدى (٥) ] ولا يجوز لى ان احلّ حتّى يبلغ الهدى محلّه ، فقام إليه رجل فقال له : يا رسول الله ألعامنا هذا او للابد؟ ـ فقال : للأبد (٦) ثمّ شبّك بين أصابعه ثمّ قال : دخلت العمرة فى الحجّ هكذا الى يوم القيامة.
__________________
١١ ـ فليعلم أن المصنف ـ رضوان الله عليه ـ قد ذكر متعة الحج بعد متعة النساء جريا على أن المتعتين قد ذكرتا كذلك فى الكتب التى ورد البحث عنها فيها كما أن النهى عنهما من عمر أيضا قد كان كذلك فى قوله المعروف المشهور المسلم بين الفريقين : « متعتان كانتا ؛ الى آخره » وحيث طال بنا الكلام فى الباب السابق بحيث أفضى الى طول كاد أن يوجب الملال فلا نخوض فى باب متعة الحج فى شرح ولا بيان لما فى المتن بل نكتفى بذكر المتن فمن أراد ان يطلع على ما هو المهم فى الباب فليراجع كتاب تشييد المطاعن وكشف الضغائن ( ج ٢ ؛ ص ١٢٦٠ ـ ١٥٠٦ ) فان فيه كفاية للمكتفى.
__________________
(١) ما بين الحاصرتين ليس فى ح.
(٢) من آية ١٩٦ سورة البقرة.
(٣) مج ق ج : « يأمرنى ».
(٤) مج مث ج ق : « وقال ».
(٥) ليس فى ح.
(٦) قال ابن الاثير فى النهاية : « وفى حديث الحج قال له سراقة بن مالك : أرأيت متعتنا هذه ألعامنا أم للابد؟ ـ فقال : بل هى للابد ، وفى رواية : ألعامنا هذا أم لا بد؟ ـ فقال : بل لا بد أبد ، وفى أخرى : لا بد الابد ؛ والابد الدهر أى هى لآخر الدهر ».