قتل معاوية ، فقال : كلاّ وربّ الكعبة لا يقتل حتّى تجتمع الأمّة عليه فقيل له : يا أمير المؤمنين فبم تقاتله؟ ـ قال : ألتمس العذر فيما بينى وبين الله.
فهذه أحاديث يرويها فقهاؤكم الّذين تثقون بهم على أنّ رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ قد عهد الى عليّ ـ صلوات الله عليه ـ امورا وأسرّها إليه وأخبره بما يلقاه بعده وعهد إليه فى ذلك عهودا وأنتم تكذّبونه وتدفعونه بجهدكم (١) بغضا له وحسدا فان كذّبتم بها فانّما تكذّبون أصحابكم وفقهاءكم.
ثمّ روايتكم على عبد الله بن عمر أنّ رجلا سأله عن مسألة وعنده رجل من اليهود يقال له : يوسف ، فقال ابن عمر : سل يوسف ؛ فانّ الله يقول : ( فَسْئَلُوا أَهْلَ ـ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) (٢) فزعمتم أنّ ابن عمر قال : انّ أهل الذّكر الّذين أمر الله أن نسألهم هم اليهود والنّصارى (٣) ، ولو سألنا اليهود والنصارى عن ديننا لدعونا الى ما فى
__________________
وضوضأت » وقال الجوهرى : « الضوضاة أصوات الناس وجلبتهم يقال : ضوضو بلا همز وضوضيت أبدلوا من الواو ياء » وقال ابن الاثير : « الضوضاة أصوات الناس وجلبتهم وهى مصدر ».
__________________
(١) ح : « جهدكم ».
(٢) ذيل آيتين ؛ احداهما آية ٤٣ سورة النحل وثانيتهما آية ٧ سورة الأنبياء.
(٣) كأن مورد السؤال عن ابن عمر كان من أمور تنطبق على ما رووه فى كتبهم أن السؤال عن اليهود والنصارى فى تلك الامور مورد الامر فى الآية ؛ ويستفاد ذلك مما رووه فى تفسير الآية قال السيوطى فى الدر المنثور فى تفسير الآية ( آية ٤٣ ) من سورة النحل : « وما أرسلنا قبلك ؛ الآية أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس قال : لما بعث الله محمدا رسولا أنكرت العرب ذلك ومن أنكر منهم قالوا : الله أعظم من أن يكون رسوله بشرا مثل محمد فأنزل الله : أكان للناس عجبا أن أوحينا الى رجل منهم وقال : وما