الطّلقاء ولعناء رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله قال ابن عمر : فلمّا سمعت سلمان يقول ذلك أبغضته وقلت : لم يقل هذا الاّ بغضا منه لأبى بكر.
قال ابن عمر : فأبقانى الله حتّى رأيت مروان بن الحكم يخطب على منبر ـ رسول الله ـ (ص) ـ : فقلت : ـ رحم الله أبا عبد الله ـ لقد قال ما قال بعلم كان عنده.
فلئن كان ما رويتم من قول سلمان حقّا لقد خطّأ سلمان أصحاب محمد ـ (ص) ـ فى بيعة أبى بكر ، ولئن كان باطلا لقد كذبتم على سلمان وهو من خيار أصحاب محمّد ـ (ص) ـ ومن اشتاقت إليه الجنّة بروايتكم فلستم تنجون من احدى الخلّتين.
وزعمتم عن ابن عمر أنّ رجلا سأله عن مسألة فلم يدر ما يجيبه فقال له : اذهب الى ذلك الغلام فاسأله وأعلمنى ما يجيبك وأشار له الى أبى جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين ـ صلوات الله عليهم فأتاه (١) الرّجل فأجابه فرجع الى ابن عمر فأخبره فقال ابن عمر : انّهم قوم مفهمون (٢).
ثمّ تروون عن عليّ بن أبى طالب ـ صلوات الله عليه ـ أنّه قال لأبى جحيفة (٣)
__________________
سنة ١٣٤٢ ) ما نصه : ثم قام سلمان الفارسى وقال : كرديد ونكرديد أى فعلتم ولم تفعلوا وقد كان امتنع من البيعة قبل ذلك حتى وجئ عنقه ( الحديث ) » ونقل المجلسى الحديث بهذه العبارة فى ثامن البحار ( انظر ص ٣٩ من طبعة أمين الضرب ) ونقل فى هامشه أن العبارة فى نسخة بدل ما نقل هكذا : « فقال : كرديد ونكرديد وندانيد كه چه كرديد اى فعلتم ولم تفعلوا وما علمتم ما فعلتم » والعبارة من الشهرة عند أهل الرد والقبول بمكان لا ينتطح فيه عنزان فمن أراد الاطلاع عليها فليراجع مظانها أما عبارات النسخ ففى س مث : « كردند ونكردند » وج مج ق : « كردند وناكردند » وح كما فى المتن.
__________________
(١) فى الاصل : « فأتى ».
(٢) فى الصحاح : « استفهمنى الشيء فأفهمته وفهمته تفهيما ».
(٣) قال ابن حجر فى تقريب التهذيب فى باب الكنى : « أبو جحيفة بالتصغير