وهى سميّة المذكورة وهذا سبب نظم البيتين فى آل أبى بكرة كما تقدّم ذكره ، وعلاج جدّ الحارث بن كلدة كما ذكرته ؛ هذه قصّة زياد وأولاده ذكرتها مختصرة.
قلت : الاّ انّ قول ابن مفرّغ فى البيت الثانى « وكلّهم لاب » ليس بجيّد فانّ زيادا ما نسبه أحد الى الحارث بن كلدة بل هو ولد عبيد لأنّه ولد على فراشه ، وأمّا أبو بكرة ونافع فقد نسبا الى الحارث فكيف يقول : « وكلّهم لأب » فتأمّله. وذكر ابن النديم فى كتابه الّذي سمّاه الفهرست : انّ أوّل من ألّف كتابا فى المثالب زياد بن أبيه فانّه لمّا طعن عليه وعلى نسبه عمل ذلك لولده وقال لهم : استظهروا به على العرب فانّهم يكفّون عنكم وأمّا حديث المغيرة بن شعبة الثّقفىّ والشّهادة عليه فانّ عمر بن الخطّاب ـ رضى الله عنه ـ كان قد رتّب المغيرة أميرا على البصرة وكان يخرج من دار الامارة نصف النّهار وكان أبو بكرة يلقاه فيقول : أين يذهب الأمير؟ ـ فيقول : فى حاجة فيقول : انّ الامير يزار ولا يزور ، قالوا : وكان يذهب الى امرأة يقال لها أمّ ـ جميل بنت عمرو وزوجها الحجّاج بن عتيك بن الحارث بن وهب الجشمىّ وقال ابن الكلبىّ فى كتاب جمهرة النّسب : هى أمّ جميل بنت الأفقم بن محجن بن أبى ـ عمرو بن شعبة بن الهرم وعدادهم فى الانصار وزاد غير ابن الكلبىّ فقال : الهرم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن والله أعلم قال الرّاوى : فبينما أبو بكرة فى غرفة مع اخوته وهم نافع وزياد المذكوران وشبل بن ـ معبد والجميع أولاد سميّة المذكورة فهم اخوة لامّ وكانت أمّ جميل المذكورة فى غرفة اخرى قبالة هذه الغرفة فضربت الرّيح باب غرفة أمّ جميل ففتحته ونظر القوم فاذا هم بالمغيرة مع المرأة على هيئة الجماع فقال أبو بكرة : هذه بليّة قد ابتليتم بها فانظروا فنظروا حتّى أثبتوا فنزل أبو بكرة فجلس حتّى خرج عليه المغيرة فقال له : انّه كان من أمرك ما قد علمت فاعتزلنا قال : وذهب المغيرة ليصلّى بالنّاس الظّهر ومضى أبو بكرة فقال أبو بكرة : لا والله لا تصلّ بنا وقد فعلت ما فعلت ، فقال النّاس : دعوه فليصلّ فانّه الأمير واكتبوا بذلك الى عمر ـ رضى الله عنه ـ فكتبوا إليه فأمرهم أن يقدموا عليه