يقولون : انّ الله لم يبعث نبيّه ـ صلىاللهعليهوآله ـ الى خلقه بجميع ما يحتاجون إليه من أمر دينهم وأنّه تعبّد خلقه بما لم يبيّنه لهم وتجهيل (١) نبيّه (ص) بأنّه لم يكن يعرف جميع الطّاعة من المعصية ولم يكمل لهم ما أتاهم [ به (٢) ] حتّى أكمله لهم فى قولهم الصّحابة والتّابعون (٣) ومن بعدهم ممّن استنبطوا بآرائهم.
فقالت المرجئة (٤) : قد رأينا مباينة هذه الفرق لكم فما قولكم الّذي عليه تعتمدون حتّى يكون جوابكم عمّا به تقرّون على ما به تقرّون [ وعلى ما تحبّون (٥) ] لا على ما ينسبكم إليه من خالفكم من هذه الفرق الّتي وصفنا؟
قالوا : نقول : انّ الله جلّ ثناؤه تعبّد خلقه بالعمل بطاعته واجتناب معصيته على لسان نبيّه ـ صلىاللهعليهوآله ـ فبيّن لهم جميع ما احتاجوا (٦) إليه من أمر دينهم صغيرا كان أو كبيرا فبلّغهم ايّاه خاصّا وعامّا ولم يكلهم فيه الى آرائهم (٧) ولم يتركهم فى عمى ولا شبهة ؛ علم ذلك من علمه وجهل ذلك (٨) من جهله فامّا ما بلّغه (٩) عامّا فهو ما الامّة عليه من الوضوء (١٠) والصّلاة والخمس والزّكاة والصّيام والحجّ والغسل من الجنابة واجتناب ما نهى الله عنه فى كتابه من الزّنا والسّرقة والاعتداء والظّلم وأكل مال اليتيم وأكل الرّبا [ وقذف المحصنات (١١) ] وما أشبه ذلك ممّا يطول شرحه
__________________
(١) كذا. ولعله كان : « ويجهلون ».
(٢) ليس فى م.
(٣) هذه العبارة مشوشة فى النسخ ففى م : « حتى أكمله فى قول الصحابة والتابعين من بعدهم ما استنبطوا بآرائهم » وفى مج مث س ق ج : « حتى أكمله لهم فى قولهم الصحابة والتابعين ومن بعدهم مما استنبطوا برأيهم » والمتن مطابق لنسخة ح الا فى « آرائهم » فان فيها « برأيهم ».
(٤) ج ح مج مث س ق : « فقيل للشيعة ».
(٥) فى م فقط.
(٦) غير م : « يحتاجون ».
(٧) فى النسخ : « الى رأيهم ».
(٨) غير م : « وجهله ».
(٩) كذا فى م وفى سائر النسخ « أبلغهم ».
(١٠) م : « القول ».
(١١) فى م فقط