أن يكون وجودها من قيوده ، ومقدّمة (١) لوقوعه (٢) على نحو (٣) تكون الملازمة بين وجوبه بذاك النحو (٤) ووجوبها (٥).
______________________________________________________
وهذا إشارة إلى : الاستدلال على بطلان القول بالموصلة ببعض لوازمه الفاسدة ، وهو : كون ذي المقدّمة قيدا للمقدّمة ، ومرجعه إلى منع الكبرى ، وهي اختصاص الوجوب بالموصلة بعد فرض تسليم الصغرى ، وهي كون الغرض من المقدّمة التوصّل إلى ذيها.
توضيحه : أنّ وجوب خصوص المقدّمة الموصلة يستلزم كون وجود ذيها من قيودها ، إذ المفروض أنّ المقدّمة لا تتّصف بالوجوب إلّا بعد وجود ذيها ، وهو يقتضي كون وجود ذيها مقدّمة لها ، فتتوقّف هي عليه ، والمفروض أنّها هي المقدّمة لوجود ذيها ، وهو يتوقّف عليها ، وليس هذا إلّا الدور الباطل ، وانتظر لذلك مزيد توضيح.
(١) عطف تفسيري لقوله : ـ وجودها ـ ، وضمير ـ وجودها ـ راجع إلى الغاية.
(٢) هذا الضمير وكذا ضمير ـ قيوده ـ راجعان إلى ـ ما أريد ـ.
(٣) متعلّق بقوله : ـ لوقوعه ـ ، وضمير ـ وجوبه ـ راجع إلى ـ ما ـ الموصول في قوله : ـ ما أريد ـ والمراد به : ـ المقدّمة ـ ، وضمير ـ وجوبها ـ راجع إلى ـ غاية ـ.
يعني : أنّ الغاية ـ بناء على وجوب المقدّمة المقيّدة بالإيصال ـ تكون مقدّمة لوقوع المقدّمة على نحو تكون الملازمة بين وجوبها بقيد الإيصال وبين وجوب ذيها ، فوجوبها بقيد الإيصال يكون متوقّفا على وجود ذيها ، فالمقدّمة متأخّرة رتبة عن وجود ذيها ، وهذا خلف ، لأنّ المفروض تقدّم المقدّمة رتبة على ذيها. وسيأتي مزيد توضيح لذلك إن شاء الله تعالى.
(٤) أي : الوجوب الغيري ، إذ المفروض كون وجوب المقدّمة لأجل ترتّب الغاية الّتي وجبت نفسيّا.
(٥) أي : الغاية التي وجبت المقدّمة لأجلها.