.................................................................................................
______________________________________________________
.................................................................................................
__________________
السلام على وجه صحيح ، وهو كون الولاية كالنبوة منصبا إلهيّا. وجعل من القسم الثاني ما علم ثبوته من الدين ومما جاء به سيد المرسلين صلىاللهعليهوآله.
أقول : لعل وجه العدول ما نبّه عليه بعض محققي المحشين (قده) من أنه إذا كان اللازم في الأمور الاعتقادية مجرد الالتزام النفسانيّ وعقد القلب ، واختص وجوب تحصيل العلم والمعرفة ببعضها كما هو صريح كلامه ، فلا وجه لعدّ القسم الثاني مما يجب معرفته ، لعدم دليل على وجوبه لا عقلا ولا نقلا ، ومع نهوضه على وجوب تحصيل العلم بما جاء به النبي صلىاللهعليهوآله يعم كلّا من الأمور الاعتقادية والأحكام الفرعية ، إذ الموجب لتحصيل العلم وهو عنوان مجيئه صلىاللهعليهوآله به مشترك بين الكل ، فلا وجه لتخصيص الوجوب بالبعض ، ومن المعلوم أن نفي هذا الوجوب لا ينافي وجوب الالتزام بجميع ما جاء صلىاللهعليهوآله به ، لعدم التلازم بينهما ، ضرورة إمكان الالتزام بشيء على ما هو عليه مع عدم العلم به تفصيلا ، بل ولا إجمالا ، كخصوصيات البرزخ والبعث وغيرهما. وأما وجوب الالتزام بذلك مع عدم العلم به ، فلان مرجع عدمه إلى عدم الإقرار برسالته صلىاللهعليهوآلهوسلم فيما أرسل به ، وهو ينافي الإيمان.
وكيف كان ، فتحقيق المقام يتوقف على التعرض إجمالا لأمور :
الأول : ما مرت الإشارة إليه من أنه لا تلازم بين وجوب الاعتقاد بشيء ووجوب معرفته ، بداهة إمكان الالتزام النفسانيّ بذلك على ما هو عليه في الواقع من دون توقفه على العلم به مطلقا حتى إجمالا ، كما أنه يمكن العلم بشيء مع عدم الاعتقاد به ، بل مع جحده والاعتقاد بخلافه ، بشهادة قوله تعالى : «وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم» كما أنه يمكن اجتماعهما ، فالنسبة بينهما عموم من وجه.