.................................................................................................
______________________________________________________
.................................................................................................
__________________
والمروي في المستدرك (١) عن عوالي اللئالي عن النبي صلىاللهعليهوآله ، وما ظفرت عليه في كتب الحديث مما يقرب منه لفظا ويوافقه معنى هو رواية السفرة المروية أيضا بألفاظ ثلاثة ، ففي معتبرة السكوني عن أبي عبد الله عليهالسلام : «ان أمير المؤمنين عليهالسلام : سئل عن سفرة وجدت في الطريق مطروحة كثير لحمها وخبزها وجبنها وبيضها وفيها سكين ، فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : يقوّم ما فيها ثم يؤكل ، لأنه يفسد وليس له بقاء ، فان جاء طالبها غرموا له الثمن ، قيل له : يا أمير المؤمنين لا يدرى سفرة مسلم أو سفرة مجوسي ، فقال : هم في سعة حتى يعلموا» (٢).
وروي هذا الحديث في الجعفريات ونوادر الراوندي مع اختلاف يسير في متنه ففي الأول : «هم في سعة من أكلها ما لم يعلموا حتى يعلموا» وفي الثاني : «هم في سعة من أكلها ما لم يعلموا» (٣). ومغايرة العبارات الثلاث المتقدمة لما في كتب الأصحاب واضحة ، فلا وجه للنزاع في أن «ما» موصولة أو ظرفية بعد عدم وجودها فيما أسند من هذا الحديث كما في العبارة الأولى ، أو وجودها مع تعين كونها ظرفية كما في العبارتين الأخيرتين.
وكيف كان ، فدلالة الحديث على البراءة ظاهرة ، لظهوره في الرخصة والسعة من ناحية الحكم الواقعي المجهول ما لم تنهض عليه حجة.
__________________
(١) المستدرك ، ج ٣ ، كتاب الحدود والتعزيرات ص ٢١٨.
(٢) الوسائل ، كتاب الطهارة ، الباب ٥٠ من أبواب النجاسات الحديث : ١١ ص ٧٧٣ ، ورواه في ج ١٧ باب ٢٣ من كتاب اللقطة ص ٣٧٢.
(٣) المستدرك ، ج ١ ، كتاب الطهارة ، باب ٣٤ من أبواب النجاسات ، الحديث ٣ و ٤ ، ص ١٦٥.