وزعم بعض النحويين أنها تقع على ما لا يعقل عموما. واستدل على ذلك بقوله تعالى : (أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ) (١). قال : يعني بذلك الأوثان والأصنام وهي لا تعقل. ولا حجة في هذا ، لاحتمال أن يكون أجرى ما عبد من دونه مجرى العاقل ، لاعتقاد من اعتقد فيها أنها عاقلة فعّالة ، ويحتمل أن يكون ذلك من باب تغليب من يعقل على ما لا يعقل ، لأنّه قد عبد من دون الله من يعقل كعيسى عليهالسلام وفرعون.
وأما «الذي» فإنّها تقع على من يعقل وما لا يعقل من المذكرين. وكذلك تثنيته. وأما جمعه فلا يقع إلّا على من يعقل خاصة ، نحو قولك : «رأيت الذي رأيت» تعني رجلا أو حمارا.
وأما «التي» فإنها تقع على من يعقل وعلى ما لا يعقل من المؤنّثات ، نحو قولك : «رأيت التي رأيت» ، تعني امرأة أو أتانا ، وكذلك تثنيتها وجمعها.
والألف واللام بمعنى «الذي» و «التي» ، تقع على من يعقل وما لا يعقل من المذكرين والمؤنثات ، نحو : الضارب والضاربان والضاربون ، أي : الذي ضرب ، واللذان ضربا ، والذين ضربوا ؛ والضاربة والضاربتان والضاربات ، أي : التي ضربت ، واللتان ضربتا ، واللواتي واللاتي ضربن.
وأما «أيّ» بمعنى «الذي» و «التي» فإنها تقع على من يعقل وما لا يعقل من المذكرين والمؤنثات. وبعض العرب إذا أراد التأنيث قال : «أية» ، نحو قولك : «جاءتني أيّتهنّ في الدار» ، تعني امرأة ، وأتانا ، و «ضربت أيتهما في الدار» و «لأضربن أيتهنّ في الدار».
وأما «ذو» في لغة طيّىء فإنها تقع على من يعقل وعلى ما لا يعقل من المذكّرين ، وزعم بعض النحويين أنها تقع على المؤنث ، واستدل على ذلك بقول الشاعر [من الوافر] :
٧٩ ـ فإنّ الماء ماء أبي وجدّي |
|
وبئري ذو حفرت وذو طويت |
______________________
(١) النحل : ١٧.
٧٩ ـ التخريج : البيت لسنان بن الفحل في الإنصاف ص ٣٨٤ ؛ وخزانة الأدب ٦ / ٣٤ ، ٣٥ ؛ والدرر ١ / ٢٦٧ ؛ وشرح التصريح ١ / ١٣٧ ؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ٥٩١ ؛ والمقاصد النحوية ١ / ٤٣٦ ؛ وبلا نسبة في الأزهية ص ٢٩٥ ؛ وأوضح المسالك ١ / ١٥٤ ؛ وتخليص الشواهد ص ١٤٣ ؛ وشرح الأشموني ١ / ٧٢ ؛ وشرح قطر الندى ص ١٠٢ ؛ وشرح المفصل ٣ / ١٤٧ ، ٨ / ٤٥ ؛ ولسان العرب ١٥ / ٤٦٠ (ذوا) ؛ وهمع الهوامع ١ / ٨٤.
اللغة وشرح المفردات : ذو حفرت : أي التي حفرتها. ذو طويت : أي التي طويتها ، أي بنيتها بالحجارة. ـ