فإن سمع من ذلك شيء فيحفظ ولا يقاس عليه ، وذلك نحو قولك : «جاءني الذي مررت به» لا يجوز أن تقول : «جاءني الذي مررت» ، وتحذف المجرور.
وإن دخل عليه حرف من جنس الحرف الذي دخل على الضمير جاز إثباته وحذفه ، نحو قولك : «امرر بالذي نمرّ به». قال الشاعر [من الوافر] :
٨٧ ـ نصلّي للذي صلّت قريش |
|
ونعبده وإن جحد العموم |
يريد : الذي صلّت قريش له.
وإن تعلّق المعنى لم يجز حذفه ، نحو : «مررت بالذي مررت به» ، لا يجوز «الذي مررت» ، إلّا في ضرورة شعر ، نحو [من الخفيف] :
٨٨ ـ أبلغا خالد بن نضلة
______________________
٨٧ ـ التخريج : البيت بلا نسبة في المقرب ١ / ٦٢.
اللغة وشرح المفردات : جحد : أنكر. العموم : الجميع.
المعنى : يقول : إنّنا نصلّي للإله الذي تصلّي إليه قريش وتعبده وإن كفر به جميع الناس.
الإعراب : نصلّي : فعل مضارع مرفوع بالضمّة المقدّرة على الياء للثقل ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : «نحن». للذي : اللام حرف جرّ ، «الذي» : اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ بحرف الجرّ. والجار والمجرور متعلّقان بالفعل «نصلي». صلّت : فعل ماض مبنيّ على الفتحة ، والتاء للتأنيث. قريش : فاعل مرفوع بالضمّة الظاهرة. ونعبده : الواو حرف عطف ، «نعبد» : فعل مضارع مرفوع بالضمّة الظاهرة ، والهاء : ضمير متصل مبنيّ في محلّ نصب مفعول به. وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره «نحن». وإن : الواو : واو الحال ، «إن» : حرف وصل. جحد : فعل ماض مبنيّ على الفتحة. العموم : فاعل مرفوع بالضمّة الظاهرة.
وجملة «نصلّي ...» ابتدائيّة لا محلّ لها من الإعراب. وجملة «صلّت قريش» صلة الموصول لا محلّ لها من الإعراب. وجملة «نعبده» معطوفة على جملة لا محلّ لها من الإعراب. وجملة «إن جحد العموم» في محلّ نصب على الحال.
الشاهد فيه قوله : «للذي صلّت قريش» حيث حذف الضمير العائد إلى الاسم الموصول «الذي» ، والتقدير : للذي صلت له قريش ، وهو في محلّ جر بحرف الجرّ.
٨٨ ـ التخريج : لم أقع على تتمته فيما عدت إليه من مصادر ، ولا على قائله.
الإعراب : «أبلغا» : فعل أمر مبنيّ على حذف النون لاتصاله بألف الاثنين ، والألف ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. «خالد» : مفعول به منصوب بالفتحة. «ابن» : نعت منصوب بالفتحة ، وهو مضاف. ـ