الضحّاك» ، ولا «عددت زيدا العالم» ، فأما قوله [من الطويل] :
١٩٨ ـ تعدّون عقر النّيب أفضل مجدكم |
|
بني ضوطرى لو لا الكميّ المقنّعا |
فـ «أفضل مجدكم» نعت لـ «عقر النيب» ، و «عدّ» بمعنى «حسب» ، كأنه قال : «تحسبون عقر النيب الذي هو أفضل مجدكم ، ممّا تفخرون به».
وأما «سمعت» فلا يخلو أن يكون الواقع بعدها مما يسمع أو من قبيل ما لا يسمع ، فإن كان من قبيل المسموعات تعدّت إلى واحد باتفاق ، نحو : «سمعت كلام زيد» ، و «سمعت قراءة بكر» ، وإن كان من قبيل ما لا يسمع ، نحو : «سمعت زيدا يتكلّم» ، ففي ذلك خلاف بين النحويين.
______________________
١٩٨ ـ التخريج : البيت لجرير في ديوانه ص ٩٠٧ ؛ وتخليص الشواهد ص ٤٣١ ؛ وجواهر الأدب ص ٣٩٤ ؛ وخزانة الأدب ٣ / ٥٥ ، ٥٧ ، ٦٠ ؛ والخصائص ٢ / ٤٥ ؛ والدرر ٢ / ٢٤٠ ؛ وشرح شواهد الإيضاح ص ٧٢ ؛ وشرح شواهد المغني ٢ / ٦٦٩ ؛ وشرح المفصل ٢ / ٣٨ ، ٨ / ١٤٤ ؛ والمقاصد النحوية ٤ / ٤٧٥ ؛ ولسان العرب ١٥ / ٤٧٠ (إمّا لا) ؛ وللفرزدق في الأزهية ص ١٦٨ ؛ ولسان العرب ٤ / ٤٩٨ (ضطر) ؛ ولجرير أو للأشهب بن رميلة في شرح المفصل ٨ / ١٤٥ ؛ وبلا نسبة في الأزهية ص ١٧٠ ؛ والأشباه والنظائر ١ / ٢٤٠ ؛ والجنى الداني ص ٦٠٦ ؛ وخزانة الأدب ١١ / ٢٤٥ ؛ ورصف المباني ص ٢٩٣ ؛ وشرح الأشموني ٣ / ٦١٠ ؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٣٢١ ؛ وشرح المفصل ٢ / ١٠٢ ؛ والصاحبي في فقه اللغة ص ١٦٤ ، ١٨٢ ؛ ومغني اللبيب ١ / ٢٧٤.
اللغة : العقر : النحر أو الذبح. النيب : ج ناب وهي الناقة المسنّة. ضوطرى : المرأة الحمقاء. الكميّ : الفارس المدجّج بالسلاح.
المعنى : يهجو الشاعر قوم الفرزدق فيقول : إنّ أفضل ما يقومون به هو نحر ناقة مسنّة ، فهل لهم قدرة على التصدّي للفارس المدجّج بالسلاح؟!
الإعراب : «تعدّون» : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، والواو ضمير في محلّ رفع فاعل. «عقر» : مفعول به منصوب وهو مضاف. «النيب» : مضاف إليه مجرور. «أفضل» : نعت لـ «عقر» منصوب ، وهو مضاف. «مجدكم» : مضاف إليه مجرور ، وهو مضاف ، و «كم» : ضمير في محلّ جرّ بالإضافة. «بني» : منادى بحرف نداء محذوف تقديره : «يا بني» منصوب بالياء ، وهو مضاف. «ضوطرى» : مضاف إليه مجرور. «لولا» : حرف تحضيض. «الكميّ» : مفعول به منصوب لفعل محذوف تقديره : «لو لا تعدّون الكمي». «المقنّعا» : نعت «الكمي» منصوب.
وجملة : «تعدون» ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة النداء «يا بني» استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة : «تعدون» المحذوفة استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله : «تعدون عقر النيب أفضل مجدكم» حيث يرى ابن عصفور أن «أفضل مجدكم» نعت لـ «عقر النيب» وليس مفعولا به ثانيا لـ «عدّ».