فأوصل «قال» بـ «خيمتي» وهو ظرف مكان مختص بنفسه ، ونحو قول الآخر [من الكامل] :
٢٢٠ ـ لدن بهزّ الكفّ يعسل متنه |
|
فيه كما عسل الطريق الثعلب |
يريد : في الطريق ، فأوصل الفعل إلى «الطريق» بنفسه وهو مختصّ ، ولا يجوز شيء من ذلك في الكلام.
وزعم بعض النحويين أنّ قول العرب : «ذهبت الشام» ، على معنى : في الشام وليس بشاذّ ، واستدلّوا على ذلك بأنّ الشام في معنى شأمة فكأنّك إذا قلت : «ذهبت الشام» قد قلت : «ذهبت شأمة» ، و «ذهبت» ينبغي أن يصل إلى شأمة بنفسه لإبهامه ، فكذلك الشام ، وأجاز : «ذهبت اليمن» ، قياسا على : «ذهبت الشام» ، لأنّ اليمن فيه أيضا معنى يمنة ، وأنت لو قلت : «ذهبت يمنة» ، لوصل الفعل إليه بنفسه لإبهامه ، فكذلك اليمن.
______________________
٢٢٠ ـ التخريج : البيت لساعدة بن جؤية الهذلي في تخليص الشواهد ص ٥٠٣ ؛ وخزانة الأدب ٣ / ٨٣ ، ٨٦ ؛ والدرر ٣ / ٨٦ ؛ وشرح أشعار الهذليين ص ١١٢٠ ؛ وشرح التصريح ١ / ٣١٢ ؛ وشرح شواهد الإيضاح ص ١٥٥ ؛ وشرح شواهد المغني ص ٨٨٥ ؛ والكتاب ١ / ٣٦ ، ٢١٤ ؛ ولسان العرب ٧ / ٤٢٨ (وسط) ، ١١ / ٤٤٦ (عسل) ؛ والمقاصد النحوية ٢ / ٥٤٤ ؛ ونوادر أبي زيد ص ١٥ ؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص ١٨٠ ؛ وجمهرة اللغة ص ٨٤٢ ؛ والخصائص ٣ / ٣١٩ ؛ وشرح الأشموني ١ / ١٩٧ ؛ ومغني اللبيب ص ١١ ؛ وهمع الهوامع ١ / ٢٠٠.
شرح المفردات : اللدن : اللين. يعسل : يتحرّك. المتن : الظهر.
المعنى : يقول واصفا رمحه بأنّه يهتزّ بيده للينه كما يهتزّ ظهر الثعلب السائر على الطريق.
الإعراب : «لدن» : خبر لمبتدأ محذوف تقديره : «هو». «بهزّ» : جار ومجرور متعلقان بـ «لدن» ، وهو مضاف. «الكف» : مضاف إليه مجرور. «يعسل» : فعل مضارع مرفوع. «متنه» : فاعل مرفوع ، وهو مضاف ، والهاء ضمير في محلّ جرّ بالإضافة. «فيه» : جار ومجرور متعلّقان بـ «يعسل». «كما» : الكاف اسم بمعنى «مثل» في محل نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر ، و «ما» : مصدريّة. «عسل» : فعل ماض. «الطريق» : اسم منصوب بنزع الخافض تقديره : «في الطريق» ، وقيل : مفعول به. «الثعلب» : فاعل مرفوع. والمصدر المؤول من «ما» وما بعدها في محل جر بالإضافة.
وجملة : «هو لدن» ابتدائيّة لا محلّ لها من الإعراب. وجملة «يعسل متنه» في محلّ نصب حال.
الشاهد فيه قوله : «عسل الطريق» حيث حذف حرف الجرّ «في» المقدّر ، ثم نصب الاسم الذي كان مجرورا به «الطريق» ، والأصل : «كما عسل في الطريق».