المبتدأ أن يكون المبتدأ اسم شرط ، نحو : «من يقم أقم معه» ، أو اسم استفهام ، نحو قولك : «أيّ رجل قائم»؟ أو «كيف» أو «كم» الخبريّة ، نحو قولك : «كم رجل عندي» ، أو «ما» التعجبية ، نحو قولك : «ما أحسن زيدا» ، أو يكون المبتدأ والخبر معرفتين ، نحو قولك : «زيد أخوك» ؛ أو يكون المبتدأ مشبّها بالخبر ، نحو قولك : «زيد زهير شعرا» ؛ أو يكون المبتدأ ضمير أمر وشأن ، نحو قولك : «هو زيد قائم» ، تريد : الأمر أو الشأن زيد قائم. أو يكون المبتدأ مخبرا عنه بفعل فاعله أو مفعوله الذي لم يسمّ فاعله مضمران ، نحو قولك : «زيد قام» ، و «زيد ضرب».
والقسم الذي يلزم فيه تقديم الخبر أن يكون الخبر اسم استفهام ، نحو قولك : «كيف زيد»؟ أو يكون المبتدأ نكرة لا مسوّغ للابتداء بها إلّا كون خبرها ظرفا أو مجرورا متقدّمين عليها ، نحو : «في الدار رجل» ، و «عندك امرأة» ، أو يكون المبتدأ قد اتّصل به ضمير يعود على الخبر ، نحو قولك : «في الدار ساكنها» ، أو يكون المبتدأ «أنّ» واسمها وخبرها ، نحو قولك : «في علمي أنّك قائم» ؛ أو يكون الخبر «كم» الخبرية ، نحو قولك : «كم درهم مالك».
والقسم الذي أنت فيه بالخيار ما بقي ، مفردا كان الخبر أو جملة ، فمثال تقديم الخبر مفردا من كلامهم : «تميميّ أنا» ، و «مشنوء من يشنؤك». والأصل : أنا تميميّ ، ومن يشنؤك منشوء. ومثال تقديمه جملة قوله [من الطويل] :
٢٣٤ ـ إلى ملك ما أمّه من محارب |
|
أبوه ولا كانت كليب تصاهره |
تقديره : أبوه ما أمّه من محارب.
______________________
٢٣٤ ـ التخريج : البيت للفرزدق في ديوانه ١ / ٢٥٠ ؛ والخصائص ٢ / ٣٩٤ ؛ والدرر ٢ / ٧٠ ؛ وشرح شواهد المغني ١ / ٣٥٧ ؛ ومعاهد التنصيص ١ / ٤٤ ؛ والمقاصد النحوية ١ / ٥٥٥ ؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص ١٨ ؛ ومغني اللبيب ١ / ١١٦ ؛ وهمع الهوامع ١ / ١١٨.
اللغة : محارب : اسم رجل ، أو قبيلة. وكليب أيضا.
المعنى : يهجو الشاعر جريرا بحيث يجعل من الممدوح بعيدا عن قوم جرير من محارب وكليب.
الإعراب : «إلى ملك» : جار ومجرور متعلّقان بـ «أسوق» في بيت سابق. «ما» : نافية أو من أخوات «ليس». «أمّه» : مبتدأ مرفوع إذا اعتبرنا «ما» مهملة ، واسم «ما» إذا اعتبرناها عاملة ، وهي مضاف ، والهاء ـ
جمل الزجاجي / ج ١ / م ٢٢