اشتغل عنه الفعل من أن يكون له ضمير واحد ، أو سببيّ واحد ، أو ضميران ، أو سببيّان ، أو ضمير وسببيّ.
فإن كان له ضمير واحد حملت عليه ، نحو : «أزيدا ظننته قائما» ، وإن كان له سببيّ واحد حملت أيضا عليه ، مثال ذلك : «أزيدا ظننت أباه قائما» ، وإن كان له سببيّان حملت على أيّهما شئت ، نحو : «أزيدا ظنّ أخاه أبوه قائما» ، وإن كان له ضمير وسببيّ فلا يخلو أن يكون الضمير متّصلا ومنفصلا ؛ فإن كان متّصلا فلا يخلو أن يكون مرفوعا أو منصوبا ، فإن كان منصوبا حملت على أيّهما شئت ، مثال ذلك : «أزيدا ظنّه أخوه قائما» ، وإن كان الضمير مرفوعا حملت عليه ولا يجوز الحمل على السببيّ أصلا ، مثال ذلك : «أزيدا ظنّ أخاه قائما» ، وإن كان منفصلا حملت على أيّهما شئت ، مثال ذلك : «أزيدا لم يظنّ أخاه إلّا هو قائما».
وإن كان له ضميران فلا يخلو من أن يكونا متّصلين ، أو منفصلين ، أو أحدهما متّصلا ، والآخر منفصلا ، فإن كانا متّصلين حملت على المرفوع ولا يجوز الحمل على المنصوب ، مثال ذلك : «أزيدا ظنّه قائما» ، وإن كانا منفصلين حملت على أيّهما شئت ، مثال ذلك : «أزيدا إيّاه لم يظنّ إلّا هو قائما». وإن كان أحدهما متصلا والآخر منفصلا ، فلا يخلو من أن يكون المتّصل مرفوعا أو منصوبا ، فإن كان منصوبا حملت على أيّهما شئت ، مثال ذلك : «أزيدا لم يظنّه إلّا هو قائما» ؛ وإن كان مرفوعا حملت عليه ولا يجوز الحمل على غيره ، مثال ذلك : «أزيد لم يظن إلّا إيّاه قائما».
وتعتبر هذه المسائل بأن تضع الاسم الذي اشتغل عنه الفعل موضع ما حملته عليه إن أمكن ، وإن لم يمكن حذفت ما حملته عليه ، وتركته في موضعه ، ونويت به التأخير ، فإن جازت المسألة بعد ذلك ، فهي جائزة قبله ، وإلّا فهي ممتنعة.