في جواب قسم ، نحو قوله تعالى : (تَاللهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ) (١). أي لا تفتأ. وأما قوله [من المسنرح] :
٢٤٩ ـ ولا أراها تزال ظالمة |
|
تحدث لي قرحة وتنكؤها |
فـ «أراها» اعتراض بين «لا» و «تزال» ، والمعنى : ولا تزال ظالمة فيما أرى.
وأما «برح» فالغالب عليها أن تكون بمعنى «زال» ، وقد تستعمل بغير أداة نفي لا ملفوظة ولا مقدرة. وذلك قليل جدا ، فمن كلامهم : «برح الخفاء» ، أي : زال الخفاء. وقال الشاعر [من الوافر] :
٢٥٠ ـ وأبرح ما أدام الله قومي |
|
بحمد الله منتطقا مجيدا |
______________________
(١) يوسف : ٨٥.
٢٤٩ ـ التخريج : البيت لابن هرمة في ديوانه ص ٥٦ ؛ وخزانة الأدب ٩ / ٢٣٧ ؛ والدرر ٢ / ٤٧ ؛ وشرح شواهد المغني ص ٨٢٠ ، ٨٢٦ ؛ وبلا نسبة في همع الهوامع ١ / ١١١ ، ٢٤٨.
اللغة : القرحة : الجرح في المعدة. نكأ : أي قشر الجرح أو فتحه ثانية.
المعنى : تصد ثم ترجع ، وعودها كالمصيبة ، إذ ما تلبث جراح نفسي أن تبرأ حتى تعود ، فتنزف من جديد.
الإعراب : ولا : «الواو» : بحسب ما قبلها ، «لا» : نافية. أراها : «أرى» : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف للتعذر ، و «ها» : ضمير متصل في محل نصب مفعول به ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا. تزال : فعل مضارع ناقص مرفوع ، واسمها ضمير مستتر جوازا تقديره هي. ظالمة : خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة. تحدث : فعل مضارع مرفوع بالفتحة الظاهرة والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هي. لي : جار ومجرور متعلقان بالفعل تحدث. قرحة : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. وتنكؤها : «الواو» : عاطفة ، «تنكؤها» : فعل مضارع مرفوع بالفتحة الظاهرة ، و «ها» : ضمير متصل في محل نصب مفعول به ، و «الفاعل» : ضمير مستتر جوازا تقديره هي.
وجملة «ولا تزال ظالمة» : بحسب الواو. وجملة «أراها» : اعتراضية لا محلّ لها. وجملة «تحدث قرحة» : في محل نصب خبر ثان للفعل (تزال). وجملة «تنكؤها» : معطوفة في محل نصب.
والشاهد فيه قوله : «ـ أراها ـ» إذ وقعت الجملة الفعلية معترضة بين لا ومنفيها.
٢٥٠ ـ التخريج : البيت لخداش بن زهير في لسان العرب ١٠ / ٣٥٤ ، ٣٥٥ (نطق) ؛ والمقاصد النحوية ٢ / ٦٤ ؛ وبلا نسبة في تذكرة النحاة ص ٦١٩ ؛ وجمهرة اللغة ص ٢٧٥ ؛ وخزانة الأدب ٩ / ٢٣٤ ؛ والدرر ٢ / ٤٦ ؛ وشرح الأشموني ١ / ١١٠ ؛ والمقرب ١ / ٩٤ ؛ وهمع الهوامع ١ / ١١١.
اللغة : أدام : أبقى. منتطقا الفرس : جعله إلى جانبه ، وقيل : منتطقا : ناطقا.
المعنى : يقول : إنّه ما دام حيّا سيبقى فارسا مغوارا ، ناطقا باسم قومه ، معدّدا مآثرهم التي لا تحصى. ـ