وكان هنا بالعكس ، لم ينقس. وكذلك ما جاء من هذا.
وأما الفارسي فلم يحمل شيئا من هذا على الحذف بل حمله على أن يكون من باب ما أخبر فيه عن الاثنين لتلازمهما إخبار الواحد. ألا ترى أن «شرخ الشباب» ملازم للشعر الأسود ، وكذلك جعل نفسه مع «قيّار» متلازمين ، وكذلك جعل الآخر نفسه مع «جروة» إشارة لكثرة ملازمة الأسفار. وكأن الذي حمله على ذلك أن ما حفظه من هذا إنّما جاء في الشيئين المتلازمين ، فيكون من باب قوله [من الكامل] :
فكأنّ في العينين حبّ قرنفل |
|
أو سنبلا كحلت به فانهلّت (١) |
وقوله :
.............. |
|
بها العينان تنهلّ (٢) |
وقوله :
ولو رضيت يداي بها وضنّت |
|
لكان عليّ للقدر الخيار (٣) |
ألا ترى أن الإخبار جاء في هذه الأبيات عن «اليدين» و «العينين» كالإخبار عن الواحد لتلازمهما.
وأما أهل الكوفة فيجعلون هذا مقيسا على أن تكون الواو بمعنى «مع» ، فإذا قلت : «إنّ
______________________
ـ ناقص. «بالمدينة» : جار ومجرور متعلّقان بخبر «أمسى» المحذوف. «رحله» : اسم «أمسى» مرفوع ، وهو مضاف ، والهاء ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ بالإضافة. «فإني» : الفاء رابطة جواب الشرط ، «إني» : حرف مشبّه بالفعل ، والياء ضمير في محلّ نصب اسم «إنّ». «وقيار» : الواو حرف عطف ، «قيّار» : مبتدأ مرفوع بالضمّة خبره محذوف دلّ عليه خبر «إن». «بها» : جار ومجرور متعلّقان بـ «غريب». «لغريب» : اللام المزحلقة ، «غريب» خبر إنّ مرفوع بالضمّة وخبر «قيار» محذوف.
وجملة : «من يك ...» بحسب ما قبلها. وجملة : «يك ...» في محلّ رفع خبر المبتدأ «من».
وجملة : «أمسى بالمدينة رحله» في محل نصب خبر «يك». وجملة : «إني لغريب» في محلّ جزم جواب الشرط. وجملة «قيار ...» اعتراضية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله : «لغريب» حيث كان ينبغي أن يقول : «لغريبان».
(١) تقدم بالرقم ١٧٩.
(٢) تقدم بالرقم ١٧٨.
(٣) تقدم بالرقم ١٧٧.