قولك : «زيد على الفرس ، وعلى القصر» ، أي : فوقهما.
ومثال كونها بمعنى «فوق» مجازا قوله [من الرجز] :
٣٦٤ ـ قد استوى بشر على العراق |
|
من غير سيف ودم مهراق |
وذلك أنه قد قهر العراق ودخل تحت أمره ، فصار قهره له ارتفاعا منه عليه. ومما يدلّ على أنّ القهر علوّ وارتفاع على المقهور إطلاقهم «تحت» في حق المقهور ، فتقول : فلان تحت قهر فلان وتحت ملكه ، فإذا كان المقهور يستعمل في حقه «تحت» تبيّن استعمال العلوّ والارتفاع في حق القاهر.
ومن ذلك أيضا قولهم : «أعطيت فلانا على أنّه أساء إليّ» ، وذلك أنّ المسيء من شأنه أن لا يعطى بل يمنع ويقهر. فدخلت «على» لما في الكلام من معنى القهر والغلبة. وكذلك قوله [من الطويل] :
٣٦٥ ـ ألا طرقت من نحو بثنة طارقه |
|
على أنّها معشوقة الدّلّ عاشقه |
______________________
٣٦٤ ـ التخريج : الرجز بلا نسبة في رصف المباني ص ٣٧٢ ؛ ولسان العرب ١٤ / ٤١٤ (سوا).
اللغة : مهراق : مراق أي مسال.
المعنى : إن هذا المسمى بشرا قد دخل العراق بقوة بلا قتال لخوف الناس من قتاله لعلمهم بقوته. وقد سالمه أهلها.
الإعراب : قد استوى : «قد» : حرف تحقيق ، «استوى» : فعل ماض مبني على الفتح المقدر. بشر : فاعل مرفوع بالضمة. على العراق : جار ومجرور متعلقان بالفعل استوى. من غير : جار ومجرور متعلقان بالفعل استوى. سيف : مضاف إليه مجرور بالكسرة. ودم : «الواو» : حرف عطف ، «دم» : اسم معطوف على سيف مجرور مثله. مهراق : صفة لدم مجرورة مثله.
وجملة «قد استوى بشر» : ابتدائية لا محل لها.
والشاهد فيه قوله : «استوى على العراق» حيث جاءت «على» بمعنى «فوق» مجازا.
٣٦٥ ـ التخريج : البيت لعبيد الله بن قيس الرقيات في ديوانه ص ١٦٢ ؛ والكامل ص ١١٠٤ ، ١٢٥٠.
اللغة : طارقة : زائرة في الليل.
المعنى : هلّا جاءنا في هذا الليل خبر يعلم أن بثينة معشوقة.
الإعراب : ألا : حرف لوم وإنكار. طرقت : فعل ماض مبني على الفتح و «التاء» : تاء التأنيث الساكنة. من نحو : جار ومجرور متعلقان بالفعل طرقت. بثنة : مضاف إليه مجرور بالفتحة عوضا عن الكسرة لأنها ـ