يريد : طارقة عاشقة على أنّها معشوقة الدّلّ ، وذلك أنّ المعشوقة من شأنها أن تمتنع ولا تقبل لقهرها لمحبها ، فدخلت «على» لما في الكلام من معنى القهر ، وزعم بعض النحويين أنّها تكون بمعنى «عن» واستدلّ على ذلك بقوله [من الوافر] :
٣٦٦ ـ إذا رضيت عليّ بنو تميم |
|
لعمر الله أعجبني رضاها |
______________________
اسم ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث. طارقه : فاعل مرفوع بالضمة وسكّن لضرورة الشعر. على : حرف جرّ. أنها : «أن» : حرف مشبّه بالفعل ، «ها» : ضمير متصل في محلّ نصب اسم أن. معشوقة : خبر أن مرفوع بالضمّة. الدل : مضاف إليه مجرور بالكسرة. عاشقه : صفة «طارقة» مرفوعة بالضمة وسكن لضرورة الشعر ، والمصدر المؤول من (أنّ) ومعموليها مجرور بـ (على) والجار والمجرور متعلقان بخبر محذوف لمبتدأ محذوف ، والتقدير الحقيقة كائنة.
وجملة «طرقت طارقة» : ابتدائية لا محلّ لها. وجملة «الحقيقة كائنة على كونها معشوقة» استئنافية لا محل لها.
والشاهد فيه قوله : «على أنها معشوقة ..» حيث دخلت «على» لما في الكلام من معنى القهر.
٣٦٦ ـ التخريج : البيت للقحيف العقيلي في أدب الكاتب ص ٥٠٧ ؛ والأزهية ص ٢٧٧ ؛ وخزانة الأدب ١٠ / ١٣٢ ، ١٣٣ ؛ والدرر ٤ / ١٣٥ ؛ وشرح التصريح ٢ / ١٤ ؛ وشرح شواهد المغني ١ / ٤١٦ ؛ ولسان العرب ١٤ / ٣٢٣ (رضي) ؛ والمقاصد النحويّة ٣ / ٢٨٢ ؛ ونوادر أبي زيد ص ١٧٦ ؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢ / ١١٨ ؛ والإنصاف ٢ / ٦٣٠ ؛ وجمهرة اللغة ص ١٣١٤ ؛ والجنى الداني ص ٤٧٧ ؛ والخصائص ٢ / ٣١١ ، ٣٨٩ ؛ ورصف المباني ص ٣٧٢ ؛ وشرح الأشموني ٢ / ٢٩٤ ؛ وشرح شواهد المغني ٢ / ٩٥٤ ؛ وشرح ابن عقيل ص ٣٦٥ ؛ وشرح المفصّل ١ / ١٢٠ ؛ ولسان العرب ١٥ / ٤٤٤ (يا) ؛ والمحتسب ١ / ٥٢ ، ٣٤٨ ؛ ومغني اللبيب ٢ / ١٤٣ ؛ والمقتضب ٢ / ٣٢٠ ؛ وهمع الهوامع ٢ / ٢٨.
المعنى : يقول : إذا رضيت عنّي بنو تميم سرّني رضاها ، وأراح بالي لما له من تأثير عظيم عليّ.
الإعراب : «إذا» : ظرف زمان يتضمّن معنى الشرط ، متعلّق بجوابه. «رضيت» : فعل ماض ، والتاء للتأنيث. «عليّ» : جار ومجرور متعلّقان بـ «رضيت». «بنو» : فاعل مرفوع بالواو لأنّه ملحق بجمع المذكر السالم ، وهو مضاف. «تميم» : مضاف إليه مجرور. «لعمر» : اللام لام الابتداء ، و «عمر» : مبتدأ مرفوع ، خبره محذوف تقديره : «قسم» ، وهو مضاف. «الله» : اسم الجلالة مضاف إليه مجرور. «أعجبني» : فعل ماض ، والنون للوقاية ، والياء ضمير في محلّ نصب مفعول به. «رضاها» : فاعل مرفوع ، و «ها» : ضمير في محلّ جر مضاف إليه.
وجملة : «إذا رضيت ...» الشرطية ابتدائيّة لا محلّ لها من الإعراب. وجملة «رضيت» في محلّ جرّ بالإضافة. وجملة القسم «لعمر ...» اعتراضية. وجملة : «أعجبني» لا محلّ لها من الإعراب لأنّها جواب شرط غير جازم.
الشاهد فيه قوله : «رضيت عليّ» حيث جاءت «على» بمعنى «عن».