وإذا فعلت ذلك في أفعال القلوب أو في غيرها من الجمل كان الحكم فيها كالحكم في القسم المختص في جميع ما ذكر.
وإذا حذفت حرف القسم فلا يخلو أن تعوّض منه شيء أو لا تعوّض ، فإن عوّض منه شيء لم يجز إلّا الخفض لأنّ العوض يجري مجرى المعوّض منه. والعوض ها التنبيه وهمزة الاستفهام وقطع ألف الوصل. إلّا أنّ العرب لم تجعل العوض إلّا في اسم الله تعالى ، نحو : «ها الله لأقومنّ» ، و «أفألله ليقومنّ زيد» ، و «ألله ليخرجنّ عمرو». فإن لم تعوّض لم يجز الخفض إلّا في اسم الله تعالى ، فإنّهم استجازوا ذلك فيه لكثرة استعماله في القسم ، فتقول : «الله لأقومنّ». حكى ذلك الأخفش إلا أنّه لا يقاس عليه ، لأنّ إضمار الخافض وإبقاء عمله لا يجوز إلا حيث سمع. فإن لم يعوّض جاز في الاسم وجهان : الرفع على الابتداء والنصب على إضمار فعل ، والاختيار النصب على إضمار فعل ، لأنّ القسم إذ ذاك يكون جملة فعلية كما كان قبل الحذف ، فتقول : «يمين الله لأخرجنّ». فمن الرفع قوله [من الوافر] :
٣٨٣ ـ إذا ما الخبز تأدمه بلحم |
|
فذاك أمانة الله الثّريد |
______________________
ـ وجملة «تساور سوارا» : ابتدائية لا محل لها. وجملة «في ذمتي قسم» : استئنافية لا محل لها. وجملة «إن فعلت» : اعتراضية لا محل لها. وجملة «فعلت» جملة الشرط غير الظرفي لا محل لها. وجملة «ليفعلا» : جواب القسم لا محل لها.
والشاهد فيه قوله : «وفي ذمتي» حيث أضمر القسم في الجملة وجاء بجملة مفسرة له بعده.
٣٨٣ ـ التخريج : البيت بلا نسبة في شرح المفصل ٩ / ٩٢ ، ١٠٢ ، ١٠٤ ؛ والكتاب ٣ / ٦١ ؛ ولسان العرب ١٢ / ٩ (أدم).
اللغة : تأدمه : تخلطه. الثريد : نوع من الطعام.
الإعراب : إذا : ظرفية شرطية غير جازمة متعلقة بالجواب. ما : زائدة لا عمل لها. الخبز : مبتدأ مرفوع بالضمة. تأدمه : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، و «الهاء» : ضمير متصل في محل نصب مفعول به ، و «الفاعل» : ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت. بلحم : جار ومجرور متعلقان بالفعل تأدمه. فذاك : «الفاء» : رابطة لجواب الشرط ، «ذا» : اسم إشارة في محل رفع مبتدأ ، و «الكاف» : حرف خطاب لا محل لها. أمانة : مبتدأ مرفوع بالضمة ، وذلك لحذف القسم ، وخبره محذوف تقديره «أمانة الله قسمي». الله : لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور. الثريد : خبر ذاك مرفوع بالضمة.
وجملة «تأدمه» : في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة «الخبز تأدمه» ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة «أمانة الله قسمي» : اعتراضية لا محلّ لها. وجملة «ذاك الثريد» : جواب شرط غير جازم لا محلّ لها.
والشاهد فيه قوله : «فذاك أمانة الله» حيث رفع «أمانة» على الابتداء لأنه حذف القسم.