فبلغ ذلك مولانا الشريف ، فجعل عليه العيون ، وأمر بسد الآبار من جدة إلى مكة.
فلما أتاه الخبر بخروجه من جدة تأهب للقائه بمن صدق معه من الأشراف ، فالتقيا بخريق الموال (١) بالقرب من النوارية (٢) ، وذلك يوم الخميس حادي عشر من ربيع الثاني من السنة المذكورة (٣) /.
ورأيت بخط بعض الناس أن التقاءهم كان تاسع عشر جمادى الأخرى (٤) ، وهذا بعيد.
فلما التقوا كان الظفر لمولانا الشريف [زيد](٥) بعد أن قتل بعض الأشراف الذين معه ، نحو ثلاثة أنفس.
وكان يوما حارا ، وتحركت فيه سموم مهلكة ، وفرغ ما مع غيطاس
__________________
(١) في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٦٧ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ٢ / ١٨١ أنهما التقيا فوق التنعيم ، وفي زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٧٨ قرب قبر السيدة ميمونة.
(٢) النوارية : قرية على حافة طريق مكة إلى المدينة على ٩ أكيال كانت تستخرج منه حجارة النورة ، وتحته أفران لها. انظر : البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٩ / ٩٤ ـ ٩٥.
(٣) أي سنة ١٠٦٠ ه. انظر هذا التاريخ في : ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٦٠ ه.
(٤) انظر هذا التاريخ في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٦٧ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٧٧ ، ٧٨.
(٥) ما بين حاصرتين زيادة من (د).