العصر ، ونزل بالمعلاة بالحافظية ـ التربة المعروفة ـ ونزل بمفرده ، وطاف وسعى.
فأشار مولانا / القطب الرباني السيد عبد الرحمن بن أحمد الزناتي المغربي (١) على مولانا الشريف أن يؤخر لبس الخلعة إلى يوم سبعة وعشرين. فاستمر صاحب القفطان بالحافظية إلى أن كان يوم الجمعة السابع (٢) والعشرين من رجب ، فدخل وقت الشروق في آلاي (٣) الأعظم والخلعة محمولة بين يديه ، وقد نزل مولانا الشريف إلى الحطيم ، وحضر قاضي الشرع ، والفقهاء ، والأعيان إلى أن وصل الأغا المذكور ، فدخل من باب السلام ، ولم يزل إلى أن وصل إلى الحطيم ، وفي يده المرسوم الشريف ، وسيف ، ودبوس ، وسجادة للصلاة برسم مولانا الشريف.
فقرأ المرسوم السلطاني ، ومضمونه : التعزية في المتوفى إلى رحمة الله تعالى ـ والانعام على مولانا الشريف سعد بشرافة مكة ، والوصاية على الرعية ، وأعيان البلد ، والحجاج ، والمجاورين.
__________________
(١) أحد الصوفية ، كان للشريف زيد بن محسن فيه اعتقاد على عادة أهل ذلك العصر من المسلمين ، وقد مر ذكره في أحداث سنة ١٠٤٩ ه زمن حج الطواشي بشير أغا الحبشي خصي السلطان مراد بن أحمد ، وتخوف الشريف زيد منه ، وطمأنة هذا الصوفي له بعدم حدوث أي مكروه له. وهذه من البدع التي شاعت عند المسلمين.
(٢) في (ج) «سبع» ، وفي : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٨٥ «سادس عشري».
(٣) في (ج) «الآلاي».