الصفات أو أكثرها على فاقدها وجامع الأقل ، فإن استووا فالأشد محافظة على الوقت على من ليس كذلك والأندى صوتا والأعف عن النظر ثم من يرتضيه الجيران ، ومع التساوي في جميع ذلك يقرع لقول النبي (صلىاللهعليهوآله) (١) : «لو يعلم الناس ما في الأذان والصف الأول ثم لم يجدوا إلا ان يستهموا عليه لفعلوا». ولقولهم (عليهمالسلام) (٢) «كل أمر مجهول فيه القرعة». انتهى. ونحوه في الذكرى إلا انه لم يذكر الترجيح بالعدالة بل جعل ذلك منوطا بالعلم بالأوقات ثم أدرج هذه المعدودات تحته وعد الأندى صوتا ومن يرتضيه الجماعة والجيران.
وقال الشيخ في المبسوط : وإذا تشاح الناس في الأذان أقرع بينهم لقول النبي (صلىاللهعليهوآله) «لو يعلم الناس ما في الأذان والصف الأول ثم لم يجدوا إلا ان يستهموا عليه لفعلوا». ولم يذكر الترجيح بالأعلمية كما هو المشهور في كلام المتأخرين.
قال العلامة في التذكرة : وهذا القول جيد مع فرض التساوي في الصفات المعتبرة في التأذين وان لم يتساووا قدم من كان أعلى صوتا وأبلغ في معرفة الوقت وأشد محافظة عليه ومن يرتضيه الجيران واعف عن النظر. وقريب منه كلامه في المنتهى.
وقال المحقق الشيخ علي في شرح القواعد : والذي يقتضيه النظر تقديم من فيه الصفات المرجحة في الأذان على غيره فان اشتركوا قدم جامع الكل على فاقد البعض وجامع الأكثر على جامع الأقل ، وينبغي تقديم العدل على الفاسق مطلقا لأن المؤذن أمين ولا امانة للفاسق إذ هي غير موثوق بها فيه ، ومع التساوي يقدم الأعلم بأحكام الأذان أو الأوقات كما في الذكرى لأمن الغلط معه ولتقليد أرباب الأعذار له والمبصر على الأعمى لمثل ذلك ، فان استووا فالأشد محافظة على الأذان في الوقت على من ليس
__________________
(١) تيسير الوصول ج ٢ ص ٢٠٥ «ان رسول الله «ص» قال لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا ان يستهموا عليه لاستهموا» ..
(٢) الوسائل الباب ١٣ من كيفية الحكم.